لايزال التقاء مصر مع السعودية في معادلات السياسة الحالية معادلة غير واقعية وتستعصي على الفهم وهي كما يقال (ضد التاريخ .. وضد الجغرافيا .. وضد المنطق) ..

 فلايوجد بين الطرفين شيء مشترك بل هناك ملايين الاسباب التي تجعل التناقض بينهما حتميا بسبب تاريخ الصراع بين الحركة الوهابية الأولى وبين محمد علي باشا الذي دك الحركة الوهابية .. وبسبب الصراع بين الحركة الوهابية الثانية الحالية ومشروع جمال عبد الناصر الذي ثأرت منه السعودية وساهمت في هزيمته في سيناء وفي اليمن فثأرت بذلك من مصر ثأرا حملته منذ حملة ابراهيم باشا .. وكل الكلام الديبلوماسي الذي نسمعه من مسؤولي البلدين عن الأخوة وملوك الحكمة ومصر الشقيقة لامعنى له الا النفاق المتبادل وتوزيع المجاملات .. ولو ملأ السعوديون البحر الأحمر كله بالعسل ليكون عربون محبة بين مصر والسعودية فان قلب الوهابية لن يرتاح حتى يموت نهر النيل وتبتلعه الصحراء .. ومهما اعتقدت مصر أن الوهابية ستتركها وشأنها فان هذا مايسمى النوم في العسل .. ولانبالغ ان قلنا بأن نهر النيل لاينبع من بحيرة فيكتورية بل من مابعد بعد حيفا .. ومن تخوم حلب التي أرسلت سليمان الحلبي يوما ليقتل كليبر الفرنسي المحتل الذي جاء مع الحملة الفرنسية الأولى على مصر .. وبعد مئتي سنة يصل الى مصر أيضا من منطقة مابعد مابعد حيفا ضابط سوري من اللاذقية اسمه جول جمال ليقتل البارجة الفرنسية جان بار التي شاركت في الحملة الفرنسية الثانية في العدوان الثلاثي على مصر ..

المؤسسة الدينية السعودية هي لسان حال المملكة الوهابية وضميرها وقارئة دستورها وعقيدتها .. وهي تشبه ذيل العقرب الذي يحمل في نهايته السم الزعاف وابرة اللدغ .. العقرب السعودي دوما يملأ فمه وملاقطه بالعسل الذي سقاه يوما لحارس البوابة الشرقية صدام حسين وللعراقيين قبل أن يحقنهم جميعا بالسم .. أي حقن السم في عنق الحارس وبوابته .. وحقنه في أعناق الليبيين والسوريين واللبنانيين والفلسطينيين واليمنيين وغيرهم .. ذيل هذا العقرب لايمكن أن يحمل الا السم ..ولايعتقد الا المغفلون والنائمون في العسل أن في غدة ذيل العقرب العسل الصافي ..

فهاهي المؤسسة الوهابية الدينية بدأت تعبر عن مكنونات الحكم السعودي ضد الحكم المصري .. وهذه المؤسسة هي الناطق الرسمي باسم العائلة المالكة السعودية وتقول مالايقال في بحور العسل السعودي وتمارس التحريض على مصر وغيرها .. بل وتبارك الدواعش أينما حلوا ..

هذا فيديو يتداوله المصريون عن رأي امام المسجد النبوي في حكام مصر الحاليين الذين يصفهم الامام الوهابي بأنهم عملاء صهاينة (السيسي وعصابته وميليشياته الانقلابية واتباعه) .. ويضيف لافض فوه (هؤلاء المكرة الخونة الغادرون لم يرتاحوا للتوجه لتطبيق الشريعة الإسلامية، ولما شموا رائحة الإسلام تعاهد اليهود والنصاري بخبث ..) والمقصود طبعا الحكم المصري الذي يتحالف مع العقرب وذيله ..

استمعوا لتعرفوا أن العقرب ليس في ذيله الا السم .. ولن تنتظروا طويلا حتى تجدوا ابرة العقرب تنغرز في الجسد المصري .. لأن هذا التحريض من قبل المؤسسة الدينية والتعبير عن سخطها على الحكم المصري دليل على اقتراب العقرب من لحظة اعلان الحقيقة بحقن السم .. في عنق ابي الهول وعنق