الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

بين درعا 2011.... و الزبداني2015 / بقلم يونس أحمد الناصر
July 31, 2015 02:43

بين درعا 2011.... و الزبداني2015 /  بقلم يونس أحمد الناصر

قبل ثلاثة و خمسين شهراً , كان كل شيء في سورية طبيعياً، فسهول حوران تنتج قمحاً وخبزاً، و بيارات الساحل السوري تزين المائدة السورية زيتوناً و زيتاً وسهول الغاب تحيك قمصاننا القطنية، ومعلولا تنحت الصخر صليباً يتحدى الموت.

قبل ثلاثة و خمسين شهراً , كان نبيذ السويداء يأخذ طريقه شمالاً, ليستقر على طاولات السهر في حلب، وكان الفستق الحلبي يزين حلويات الميدان في دمشق.

قبل ثلاثة و خمسين شهراً , كان خوارنة كنائس دمشق في ضيافة شيوخ الجامع الأموي ، و حمامات الجامع تتراقص فرحاً في سماءها العابقة بعطر الياسمين.

قبل ثلاثة و خمسين شهراً , يبست سهول القمح و صلب المسيح مرة أخرى في معلولا.

بعد ثلاثة و خمسين شهراً, تناول المتآمرون، أنخاب النبيذ الفرنسي في مواخير الدوحة والرياض فرحاً بتخريب الجنة السورية على أيادي المتوهمين بحوريات جنان السماء.

بعد ثلاثة و خمسين شهراً, ما زال الجيش العربي السوري يسقي ياسمين الشام وينثر الحب لحمام الجامع..

بعد ثلاثة و خمسين شهراً, لا زال الجيش العربي السوري يروي تراب الوطن من ماء شرايينه، كي يحافظ على خضرة جنتنا ويصُدُّ أسراب الجراد التي تنذر بالخراب.

بعد ستة و ستين شهراً , من تسلل الخلد إلى جنتنا ليأكل الجذور و يحيل الخضرة إلى يباس، لا زال الخلد اللعين يحفر ترابنا الطاهر ويقضم جذورنا الممتدة إلى أعماق هذه الأرض، ولكننا لن نيأس من فرصة اصطياده وإلقاء لحمه إلى قطتنا الواقفة أمام الباب

ما بين درعا و الزبداني ... هو ستة و ستين شهراً , من العذاب و دماء زكية أهرقت, وما عمره أجدادنا لمئات السنين أحاله المجرمون إلى خراب وما بنيناه من صروح للعلم بعد الاستقلال, نال منه الظلاميون وأحالوه إلى أوكاراً لإجرامهم , وما بنيناه من طرق و جسور للتواصل أحاله المتآمرون إلى ركام كي لا نلتقي .

و لأننا الحريصون على الوطن، بقينا كل هذا الوقت نمد جسور التواصل مع أبناء جلدتنا الذين أغواهم الشيطان، كي نعيدهم لبناء ما خربوا معنا يداً بيد، و لكن شياطينهم ما فتئت تأزُّهم أزَّاً.

بعد ثلاثة و خمسين شهراً, من انتصارات الجيش العربي السوري الباسل، وجد كل المتآمرون بأنه لا بد من الجلوس معنا، فقد صرفوا كل ما ادخروه أعواماً للعدوان، كلها ذهبت هباءاً أمام صمود الجندي السوري، الذي شتت فلولهم وسحق مرتزقتهم, وحرصاً من قيادتنا على حقن الدماء الزكية، فقد قبلت كل المبادرات, بدون شروط مسبقة , وإن كان لها الحق بفرض الشروط، كونها الطرف المنتصر.

ولكنهم ولمعرفتهم الحقيقية بأنهم سيكونون الطرف الأضعف كونهم المهزومون، فقد حاولوا إطالة المعركة لعلهم يستطيعون أن يغيروا شيئاً في ميزان القوى على الأرض، و زجّوا بكل قوتهم و مرتزقتهم وحقدهم كورقة أخيرة ، و بعد استهدافهم لأكبر مشافي الشرق الأوسط لمعالجة أمراض السرطان و أعني مشفى الكندي بحلب والذي يقدم خدماته مجاناً للمواطنين عبر تفجيره بعشرات الأطنان من حقدهم الأسود, نتوقع أن يستمر إجرامهم لاستهداف المؤسسات المدنية بكل ما تبقى لديهم من قوة في الوقت الذي يفصلنا عن أية تسوية , و بدأت قذائف حقدهم و سياراتهم المفخخة تستهدف عشوائياً الطلاب في مدارسهم و المدنيون في حياتهم اليومية.

لكن الحياة في سورية تأبى التوقف , و لن ينالوا هذه المرة إلا ما نالوه سابقاً من الخزي و العار، و سيذهبون إلى التسوية صاغرين، و لن يكون إلا ما يريده السوريون.

والجيش العربي السوري سيبقى كعهدنا به الحارس الأمين لأحلام السوريين، و ما لم يستطيعوا أخذه في الحرب .. لن يحصلوا عليه في السياسة ... و السلام لوطن السلام .

 

 



  عدد المشاهدات: 1871

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: