الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

الرحالة السوري عدنان عزام – نظرة من الداخل ( لقاء لافروف – كيري) في باريس
June 02, 2013 01:10

 

 
اجتمع وزيرا خارجية الولايات المتحدة الامريكية و روسيا السيدان كيري و لافروف في باريس يوم الأثنين الماضي الموافق ٢٧ ماي ٢٠١٣ , لأكمال تصوريهما لجنيف ٢ وربما لتقريب الديبلوماسية الفرنسية من طريق الصواب
غادر الوزيران في اليوم التالي و بقي اللغط في العاصمة الفرنسية حول دور أو لا دور فرنسا في الرقص الديبلوماسي
أحد الذين ألتقيتهم في وفد الوزير الروسي لافروف حدثني عن تناقض المواقف الفرنسية و عدم واقعيتها و نفس الكلام سمعته من ديبلوماسيين فرنسيين , ديبلوماسيون بدأوا يتجرأون على رفع أصواتهم خوفا على موقع بلدهم الذي لم يحصل
إلا على مقعد يسمونه في اللغة الفرنسية , سترابونتان , أي مقعد هامشي
صحيفة ليبيراسيون الواسعة الانتشار , نشرت مقالا لديبلوماسي فرنسي يوم الاربعاء الماضي ٢٩ أيار ٢٠١٣ لأعطاء هذا الديبلوماسي الفرصة للتعبير عن سخطه من وزيره لوران فابيوس
أليكم ترجمتها .


اعطوا فرصة لجنيف ٢ و إلا اصمتوا !!
اوراس بيناتيي

مستشار بوزارة الخارجية الفرنسية
محاضر بالعلاقات الدولية

بالرغم من نهاية النظام السوري التي تنبأ بها دبلوماسيونا ، بالرغم من الضغط الاعلامي والعسكري والاقتصادي الذي مارسناه على النظام السوري ،
النظام السوري مازال واقفا ولم يسقط ، ٨٠٠ يوم لم يستطيعوا ان يثبّطوا عزيمة بشار الأسد ولا الدولة السورية .
الجيش السوري ما زال وفيا له , والدولة مازالت تقدم الخدمات للمواطنين رغم القنابل التي تسقط في كل مكان.
مكونات الشعب السوري تعودت على الحرب والمؤيدين للدولة تعودوا على رص الصفوف ومن الواضح جدا اليوم ان النظام السوري لم ولن يسقط كما حدث لتونس ومصر و ليبيا ، وسيناريو التدخل العسكري الاجنبي بات غير وارد بالرغم من سعي تركيا وإسرائيل لدفع العالم لذلك , لضخامة التكاليف المادية ولما نشاهده من بشاعة الأعمال البربرية التي ترتكبها الجماعات المسلحة الأصولية التابعة للقاعدة , مما حدا بالكثير من الدول الأوروبية لصرف النظر عن تأييد التدخل العسكري .
في هذا المناخ تأتي المبادرة الامريكية الروسية لتشكل بريق أمل وحيد لوقف هذه الحرب التي حصدت ١٠٠ الف قتيل، أنها مبادرة جنيف ٢ التي وضعت تصور للخروج من الأزمة وذلك بجلوس طرفي النزاع على طاولة الحوار ومعهما الدول الراعية كإيران والسعودية .
لأعطاء فرصة النجاح لجنيف ٢ يجب أن نستفيد من عبر جنيف ١ وخاصة بما يتعلق بشأن بشار الأسد , فمن غير المعقول أن تظل المعارضة تضع هذا الشرط للذهاب إلى المحادثات ومن غير الواقعي أيضا الأصرار على هذا المطلب ، يجب ترك ذلك للشعب السوري لتقرير مصير الرئيس .

أين فرنسا من كل هذا الرقص الدبلوماسي ، إنها ضائعة في متاهات الخيارات الرديئة , كخيار قيامها بدور الأب للمعارضة وتبني مطالبها برحيل الرئيس الأسد أو تسليح المعارضة ، خيارات رديئة وغير مبنية على منهجية واضحة ومدروسة مع شركائنا الأوروبيين.
بتجاهلها وعدم دعمها لجنيف ٢ تصر فرنسا بغباء على عنادها بدلاً من السير في آفاق رحبة لحل يعطي لفرنسا دوراً بدلاً من رميها خارج اللعبة أو وضعها على لائحة الانتظار أو إعطائها مقعداً ليس بمقعد كما يسمى بالفرنسية ( سترابونتان)  .
هذه الحالة النفاقية المتكلسة ليست جديرة بالاحترام ولا تعطي لفرنسا الحق بالجلوس على طاولة الحوار مع بقية الدول المتدخلة في هذا النزاع وما أكثرها ، على فرنسا أن تقف من الآن موقفاً إيجابياً من جنيف ٢ وإلا لظهرت أمام العالم بأنها عقبة على طريق المصالحة التي هي وحدها تصب في مصلحة كل السوريين .

ترجمة الرحالة , الكاتب عدنان عزام
infosazzam@gmail.com

0033622290635
 

 



  عدد المشاهدات: 1320

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: