الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

هل تفتخر بأنك سعودي ؟ .. بقلم : أحمد الحباسي
August 20, 2015 16:47

 هل تفتخر بأنك سعودي ؟ .. بقلم : أحمد الحباسي

كل الأخبار / بانوراما الشرق الأوسط

مجرد عنوان المقال قد يثير لدى البعض مشاعر مختلفة ، و هناك من سيحضر مسبقا كل سكاكين الكلام السوء الذي تعودنا عليه على صفحات التواصل الاجتماعي ، لكن لنتفق من البداية أن كل هذا لن يمنعنا من طرح السؤال و إعادة طرحه ، و سنترك لهؤلاء المخربين متعة المناكفة و الإيذاء بسقط الكلام ، فلكل أمريء ما تعود ، و على كل ، سيفهم الجميع في النهاية أن مجرد طرح هذا السؤال بهذه الحدة و المباشرة لم يكن عفويا أو مجرد نزوة فكرية ، فهناك من المواضيع و الأحداث العربية و الدولية المتلاحقة و المهمة ما يكفى و ما يدعو للانشغال ، لكن نحن نقول أنه حان الوقت لطرح هذا السؤال و طرح هذه الفكرة على المتابعين أولا لأننا لا نأتي العيب و ثانيا لان النظام السعودي هو من فرض هذه المناقشة و هذا الطرح .

الافتخار بالانتماء شعور جميل و مطلوب و بديهي ، لكن كم من مواطن يزعم هذا الافتخار في كل المناسبات لكنه يخون هذا الوطن في لحظة معينة ، و كم من مواطن يعلن كراهيته للوطن لكنه يغير عليه في لحظة معينة ، لكن هل من المنطقي أن نتباهى بانتماء لوطن أصبح في مهب الريح و مدعاة للسخرية و الكراهية من الشعوب العربية ، و هل من الصواب أن ندين لوطن يفرخ الإرهاب و يدعو للكراهية و القتل ، هل من المعقول أن نرضى بمؤسسات دولة لا توفر الحد الأدنى من الديمقراطية و حرية التعبير ، هل أن عشق الوطن يبرر الصمت على تدمير أوطان أخرى ، ثم ، ما العيب أن نرفع الصوت من باب حب الوطن و حب الانتماء لنتحدث بأن حب الأوطان الأخرى من الإيمان ، و أن هذا الانتماء للوطن و للإسلام لا يمكن أن يكمم أفواهنا إلى الأبد دون أن نعارض “عاصفة الحزم” التي تقتل الأبرياء في اليمن و “عاصفة الإرهاب” التي تدمر سوريا و ” عاصفة التفجيرات” التي تستبيح مستقبل أبناء العراق ، فكل هذه العواصف السعودية القاتلة تحدث و الشعب السعودي لا يتحرك.

من الممكن أن يرضى الشعب السعودي بما هو مكتوب ، و بالخيار الوحيد الممنوح من هذه السلطة الاستبدادية الدموية الغاشمة ، و من الممكن أن يخاف الشعب من سطوة حكامه و يختار الصبر و السلامة على الدخول في مواجهة مع هذا النظام الدموي الفاسد ، من الممكن أيضا أن يتباهى هذا الشعب بأنه يفضل هذا ” النظام” على ما يحدث في دول أخرى ، خاصة بعد أن نجحت ماكينة الكذب في تسويق هذه الحملة الكاذبة المغرضة في عقول السعوديين بالذات ، لكن من حق المظلومين الذين تدمرهم الماكينة الإرهابية السعودية أن يضعوا الجميع في سلة واحدة ، النظام ، الجيش ، الشعب ، لان الشعب اليمنى على سبيل المثال لا يقتل إلا بأمر من السلطة السعودية ، و الطائرات التي تدمر و تقتل و تترك الأشلاء المتناثرة على الأرض اليمنية تفعل ذلك بقيادة طيارين ” سعوديين” قذرين ، و الشعب الذي يتفرج في هذه المأساة القاسية في صمت و دون استنكار هو شريك فاعل في العدوان و لا يستحق من كل شرفاء العالم أي احترام .

في عهد الفضائيات و وسائل الاتصال ، أصبح عار النظام السعودي و عمالته للصهيونية العالمية موثقا بالصوت و الصورة ، إسرائيل نفسها تفاخر بهذه “الصداقة” و هذه الخدمات المتلاحقة التي يقدمها النظام للمشروع الصهيوني في المنطقة ، فضرب اليمن مثلا ليس مصلحة سعودية ، فالشعب اليمنى لم يكن يوما عدوا أو خطرا على الشعب السعودي ، و ضرب الشعب السوري مصلحة صهيونية معلنة فالشعب السوري كان حليفا للسعودية في حرب الخليج ، و لم يأت نظامه أو شعبه ما يؤذى مشاعر الشعب السعودي ، فكيف نفسر صمت ما يسمى بالفئة السعودية المثقفة ، صمت الشعب السعودي على كل المجازر الإرهابية التكفيرية التي يرتكبها نظامه في حق الأبرياء العرب ، فهل تم حقن هذا الشعب بمورفين الصمت و هل بلع لسانه ووجدانه إلى هذا الحد ، و هل أن الخوف من سطوة النظام و جبروته قد أفقدت هذا الشعب كل نية لإعلاء الصوت و التعبير عن رفض ما يحدث .

لا أدرى حقيقة ماذا يفعل هؤلاء المصلون المتعبدون في مساجد السعودية خمسة مرات و أكثر في اليوم الواحد ، أليست الصلاة من تنهى عن الفحشاء و المنكر أم هناك خطأ في الترجمة القرآنية و فهم مقاصد هذا الدين الحنيف ، أليس محرما على المسلم قتل المسلم بدون حق ، فهل أن من يقتلون و يصبحون أشلاء و من ييتمون في اليمن قد ارتكبوا جرما في حق هذا النظام الدموي و في حق هذا الشعب السعودي الأخرس الأبكم ، و هل من حق هذا النظام الصهيوني و هذا الشعب الصامت أن يقتلوا الناس بذريعة الخوف من التمدد الشيعي و الخطر الإيراني ، هل يمكن تفهم أن يصبح هذا النظام نسخة مطابقة للأصل من إسرائيل التي رسخت في أذهان العالم فكرة ما يسمى “بالحرب الإستباقية” ، فالنظام في كل الدول هو الشعب لكن يظهر أن الشعب السعودي يعيش عزلة مع النظام و هما متزوجان حسب طريقة التفرقة في الأملاك و الجسد ( séparation de biens et de corps ) فلا أحد يهتم بما يفعل الآخر ، و هي نمط عيش و تعايش غير مسبوق في العالم .

بإمكان البعض أن يناكف بشعار زائف ملطخ بالدم و العار ليقول ” سعودي و أفتخر ” لكن على إيه ؟ على الفساد و انعدام المساواة في الفرص الذي يخرب مستقبل هذا ” الوطن ” ، على هذه الصورة القبيحة المشوهة الرديئة التي ينقلها الإعلام عن المؤسسة الدينية الإرهابية التي تدعو إلى تكفير و قتل الأبرياء ، على هذا الدم المراق في كل الأوطان العربية خدمة للصهيونية العالمية ، على هذه العلاقة الآثمة مع العدو الصهيوني ، على تراجع الموقع السياسي في العالم ، على هذه الحروب و المؤامرات الفاشلة في سوريا و العراق و اليمن و تونس و مصر و السودان التي كلفت الخزينة السعودية مليارات بناء مستقبل الشعب السعودي ، على فضيحة طرد ملك الفشل من فرنسا التي عبر شعبها عن عمق كراهيته لهذا النظام و من يمثله ، على هذه “الفضيلة” الزائفة التي يدعيها الغادون و الرائحون للمساجد و هم أبعد ما يكون عنها قلبا و قالبا لأنها لم تدفعهم لرفع صوت استنكار ما يحدث لأشقائهم العرب ، على أيام شهر رمضان الذي قضاها الشعب اليمنى في الظلام يحصى موتاه و يجمع أشلاء الأطفال و كبار السن ، لقد أسمعت لو ناديت حيا ، و لكن لا حياة لمن تنادي . 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: