الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

الكلام التركي المكتوب بالملح .. يغرق تحت الماء السورية بقلم: نارام سرجون
November 22, 2015 15:34

الكلام التركي المكتوب بالملح .. يغرق تحت الماء السورية بقلم: نارام سرجون

الم اليوم مبني على سياسة اغراق العقل بالاجابات الجاهزة .. دون تدريب العقل على انتاج الأسئلة والتعامل معها ..ولذلك تم تصميم مؤسسات اعلامية تستولي على ملكة التحليل وتحولك الى جهاز استقبال فقط .. وصار المتلقي فاقدا لمهارة الاستنتاج واختراع السؤال لأنه سلبت منه القدرة على صناعة الأسئلة وفن القاء علامات الاستفهام بين الجمل ومفاصل الكلام وتحول الى مجرد آلة تسجيل تكرر ماتسمع .. وهنا يتحول السياسي الى واعظ والاعلامي الى خطيب مسجد في يوم الجمعة لايقاطعه أحد .. ولذلك تجد كما هائلا من الأجوبة الجاهزة في تقارير المنظمات الدولية دون أن توجد فيها اسئلة منطقية تقاطعها .. كل شيء موجود من النقطة الى الفاصلة الى الأقواس باستثناء اشارات الاستفهام والتعجب .. ولكن كل هذا الكلام السياسي المعلب في أجوبة صماء مملحة يتهدم كله فجأة وينهار مثل بيوت الملح تحت المطر بمجرد أن تسأل أسئلة عاقلة مبللة بماء المطر الطبيعي .. أسئلة ليست فيها علوم نووية معقدة ولاميكانيك الصواريخ .. فقط ماء المطر .. لكن التقارير الملحية تذيبها أمطار الأسئلة ..
ولذلك فان بيان المندوب السوري الدائم في الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري كان يعيد القيمة للسؤال ويهدم بيوت الملح التركية التي بنيت على أشلاء السوريين .. فقد قدم الوفد التركي في الأمم المتحدة طلبا لمناقشة مأساة اللاجئين السوريين وكان يتحدث كما الواعظ وخطيب الجامع الذي لايقاطعه أحد وبوزع إجابات على أجهزة الاستقبال التي تتحول الى أجهزة تسجيل .. الا أن الأسئلة السورية التي طرحها الدكتور بشار الجعفري ذوبت التقارير التركية المملحة .. وتحولت التقارير التركية الى بيانات مكتوبة بالملح وقد داهمها غمر الماء فجأة .. ولم تبق فيها كلمة واحدة على قيد الحياة .. الكلام المكتوب بالملح لايتحمل ماء المطر ولايصمد حتى لو كان قلاعا .. كلام الملح أو أبجدية الملح أو قواميس الملح أو قلاع الملح أو مدن الملح أو ثورات الملح .. كلها تتلاشى أمام فيضان الماء الديبلوماسي السوري ..
فالمندوب التركي ملأ الأمم المتحدة عويلا وحزنا مملحا على اللاجئين السوريين وقال ان من أسباب اللجوء الصعوبات الاقتصادية في سورية التي تسببت بها حرب النظام على الشعب .. ولكنه لاشك سيتلعثم عندما يسأله أحد عن سبب سرقة الأتراك لمعامل حلب التي كانت من أعمدة الاقتصاد السوري ودورها في افقار الشعب الذي يبكي عليه .. وطبعا المعامل سرقت نهارا ولم يسرفها النظام !!.. وتسببت السرقة في افقار أهل حلب تحديدا .. وماذا عن مساهمة الغرب بافقار السوريين عبر اطباق الحصار على كل شيء في سورية وخاصة الفعاليات الانتاجية والاقتصادية السورية؟؟؟
ولماذا تسمح تركيا بسرقة النفط السوري والآثار وهي تدرك أنها ثروة مسروقة للشعب الذي تبكي عليه وتبيح بيعهما عبر موانئها ومدنها لصالح داعش؟ وماسر توقيت اطلاق موجة الهجرة من تركيا الآن وطرح الموضوع وتحويله الى بقرة حلوب .. خاصة اذا عرفنا أن نسبة اللاجئين السوريين الحقيقيين لاتتجاوز 20% من اللاجئين الى أوروبا؟؟
بل أين ذهبت جوازات السفر التي سرقت من ادلب الى تركيا؟ وهل سمع المجلس برئيس وزراء هولندا السوري الجنسية؟ وكيف تقبل الدول الغربية جوازات سفر تصدرها ماتسمى سفارة الائتلاف في الدوحة؟؟ هل لهذا علاقة بتسلل ارهابيين الى الغرب؟؟وماهي مسؤولية تركيا وقطر اذا؟ وماهو السر وراء شراء آلاف سيارات التويوتا ودخولها الأراضي التركية؟؟
اذا أردت أن ترى بعينك كيف تذوب قلاع الملح التركية .. فلا تتأخر في قراءة هذا البيان السوري المليء بالماء العذب وهو يدعو السوريين حتى المعارضين منهم للعودة الى الوطن والبحث عن جواز السفر الذي ستمنحه الدولة حتى لمن عارضها من باب واجباتها الدستورية تجاه جميع السوريين .. اشرب وبلل عروقك واغتسل بالماء في زمن الظمأ .. وفي زمن الملح .. ومدن الملح .. وملوك الملح .. وسلاطين الملح .. ومسلمي الملح الذين ذابوا من سيول الدم التي سفكوها حولهم .. 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: