الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

اعتذار من خالد بن الوليد .. هرقل صار صديقنا ...بقلم نارام سرجون
August 03, 2013 02:34

اعتذار من خالد بن الوليد .. هرقل صار صديقنا ...بقلم نارام سرجون

كل الأخبار - مقالات :
لاأنكر أنني أخاف أحيانا على من يقرأني من قسوتي عليه وأنا لاأعطيه وقتا ليرتاح في هذا السفر الى حيث الكلام ينازل الكلام ..
وأخاف على من يقرأني أن يلهث وهو يجدّ في أثر خيول لغتي التي لاتتعب من الغارات بعد الغارات .. ولايتوقف البرق من الوميض من سنابكها .. وأشفق عليه من صوت الرعد عند احتكاك غيوم الكلام بغيوم الكلام .. قبل أن تسقط زخات المطر.. لتفجر عيون الماء .. وما أكثر عيون الماء التي أفجرها كل يوم وأنا أعرف أن الماء لايبلل الجفون التي أصابها الرمد .. وغشاها الرمل .. ولا يبلل الشفاه المصنوعة من القصدير والخشب..



ولاأنكر أنني أخشى على القارئ من أن يشتكي من اثر البروق في عينيه وأحداقه كلما قرر أن يسير مع قوافل البرق التي لاتنتهي .. .. فمن تعبت عيناه وأحداقه من متابعة البرق وزاغ بصره فليشح به عن كتاباتي بعيدا .. فأنا لاأحب العيون التي يتعبها البرق ولايتعبها الظلام .. وانا لست أصنع البرق لمن يهوى العتمة .. بل لمن يهوى النهار ..


في ضوء البرق نرى كيف يلملم الربيع العربي طرائده العربية ويعيد الكلاب التي أطلقها الى أقفاصها من امراء ومفكرين عربا واخوان ومشايخ ووعاظ ..فقد أدى الربيع مهمته في تلقيح أرحام العقول ببذور الصهيونية الاسلامية .. وحصاده من الجماجم وفير، وغلته من العقول المسلوقة بالكذب كبيرة..
وفي ضوء النهار نرى كيف يحمل الربيع حقائبه الكثيرة التي امتلأت بقصص الخيانات وقصص الغدر وطعن الاخوة للاخوة .. وابناء العم لأبناء العم .... ونرى كيف امتلأت عرباته بجثث المدن والقرى التي استشهدت .. وكيف سيحمل هذا الربيع فيما يحمل حطام ماتبقى من العرب والمسلمين ومثقفيهم وعتاولة العلمانية .. وسيصطحب معه قواميس السباب والشتائم والبذاءة والقبح واستعذاب العبودية للناتو .. أما صناديقه الكبيرة فسيملؤها مما سرقه من أمان وحب بين الناس وبراءة .. ومانهبه وسلبه من تسامح ورحمة ومودة .. ولو ألقيتم نظرة على سفنه التي تستعد لرفع الأشرعة لوجدتموها مثقلة بالأجنحة المتكسرة للعرب وجيوش العرب .. صناديق الربيع مليئة أيضا بعباءات الصحابة وجثامينهم المنبوشة من القبور وأوليائهم وعمائمهم .. وآخرها عمامة خالد بن الوليد التي باعها ثوار سورية لجون ماكين مقابل حفنة صواريخ وقواذف ..عمامة سيف الله المسلول تهدى لعدو الله ..
عمامة قاهر هرقل والروم في اليرموك تتحول الى ديكور من ديكورات الربيع السوري الذي يعيد الى الشام هرقل وجنوده مخفورا بجيوش المسلمين المهللة له وتحت راية الله أكبر .. ليثأر من خالد بن الوليد وينهي معركة اليرموك بهزيمة قائدها .. وماذا يريد هرقل أكثر مما أهداه اياه ثوار العرب والمسلمين؟؟ .. امبراطورية خالد صارت ملك هرقل ..وهيبة قبره تباع في صورة استجداء على يوتيوب هرقل ..عل جون ماكين يصافح سيف الله المسلول ويهدي الثوار "ستينغر الله" المسلول .. انه عصر الصهيونية الاسلامية ..
ليس مصطلح الصهيونية الاسلامية اختراعا جديدا وليس هو بدعة من بدع النظام السوري وحملته الاعلامية المزعومة عن المؤامرة الكونية .. وبالطبع ليس هو عبارة للتندر والسخرية والتشفي من الاسلاميين والاعتداء على عذريتهم .. لكنه السلاح القادم الذي أنتجته مؤسسة الصناعات الدفاعية الفكرية الصهيونية مستندة الى نجاح مشروعها السابق منقطع النظير في توليد الصهيونية المسيحية التي اجتاحت أميريكا وربطت المسيحية باليهودية .. هذه الاختراعات والاكتشافات والأفكار الخلاقة أهم من اختراع القنابل الذرية والهيدروجينية لأنها تفعل فعلها دون زيادة أو نقصان .. فهي تمسح شعوبا كاملة بمسح ذاكرتها وزرع فيروس في عقولها يغير برمجة الثقافة والدين .. واقتلاع الجذور لزرعها في تربة أخرى طواعية .. اختراع فكري لايشبهه الا اختراع فكرة الديمقراطية الشعبية ولعبة الانتخابات فيما تدار الشعوب بديكتاتورية رأس المال المتوحش والاعلام وأسنانه الحادة التي تنهش أي عقل ..
الصهيونية المسيحية عملت بجهد على مصالحة تاريخية غير مسبوقة على الاطلاق بين بعض الأجنحة المسيحية واليهودية (الصهيونية) وهو عمل عبقري أدخل العلاقة اليهودية المسيحية عصرا جديدا انتقل من الهدنة الى التحالف والتكامل .. فمن مسلمات الايمان المسيحي التقليدي أن السيد المسيح قد تم صلبه بمؤامرة رجال الهيكل اليهود .. ولولاهم لما حدثت خيانة يهوذا ولما وقع صلب السيد المسيح .. الى التحالف والتكامل . وعبر ألفي سنة تم تحميل اليهود كمجموعة بشرية وزر واثم صلب الابن .. ابن الروح القدس ..ولكن منذ الستينات تم استغلال مايسمى المعاناة اليهودية في الحرب العالمية كمطهر من الآثام واصدر الفاتيكان بيانا برأ فيه اليهود من دم السيد المسيح ..وغسلت اليهودية يديها من دمه الى الأبد وبدأ العهد الجديد الصهيوني بالتركيز على دور الروم وبيلاطس في صلب السيد المسيح وتصوير المجتمع اليهودي مغلوبا على أمره تحت حكم الرومان .. ثم تم التركيز على يهودية السيد المسيح وعائلته كمدخل الى التعاطف مع الصهيونية.. ثم انتشرت فكرة أن حماية اسرائيل هي واجب مقدس .. وأن جبال القدس يجب ان تشهد عودة المسيح ليصح الايمان المسيحي وهو لن يعود الا بنهوض مملكة اسرائيل .. وهناك من يرى في رواية (شيفرة دافنشي) زمثيلاتها تحضيرا آخر للعقول بأن دم السيد المسيح الذي سال على الصليب انما تم حفظه أيضا عبر سلالة مزعومة للسيد المسيح في أبناء مريم المجدلية التي توحي الرواية بقوة أنها هي الهولي غريل (الكأس المقدس) التي احتوت دم المسيح عندما تزوجته وأنجبت من رحمها ذريته .. ومن ثم فرت مع ابنتها الى فرنسا بعد تغييب زوجها بالصلب وملاحقة اتباعه .. وهناك ضاعت آثارها .. ولكن خيطا رفيعا تم اقتفاء أثره يفضي الى استنتاج أن سلالته ربما تكون في اي عائلة يهودية هذه الأيام .. ويكون ذلك دافعا الى أن من يقتل يهوديا (اسرائيليا) فربما يصيب شيئا من دم المسيح ..ويرتكب الاثم ..كما يفعل حزب الله وداعموه ..
ولكن ماهي حقيقة الصهيونية الاسلامية .. النظير العقائدي للمسيحية الصهيونية ؟؟ وهل هي وهم أو تهمة فيها مبالغة وتهويمات؟؟
الجواب ربما جاء به الربيع العربي الذي حمل أولى ارهاصات الصهيونية الاسلامية الحقيقية وهي تنزل الى الميدان .. ولاشك ان المفجع أن الاسلام السياسي الذي كان ينتظره الملايين كنقيض رئيسي للمشروع الصهيوني تصرف بطريقة مثيرة للتعجب والاستغراب تشير بقوة الى فكر اسلامي متهوّد .. فالقول بأن اسرائيل مشروع دولة دينية يهودية لن تقدر على مواجهته الا دولة دينية اسلامية كان منطقيا لولا أن ماجاء به الربيع يظهر بشكل لالبس فيه أن الدولة الاسلامية الدينية المفترضة بدأت مصالحة تاريخية مع الدولة الدينية اليهودية وتكاملا معها وعملية مراجعة للعقيدة الاسلامية .. والاعتذار عن غزوة خيبر ..واطلاق الاسلام الصهيوني..
المشروع الاسلامي الذي انطلق من تركيا كان بداية التطبيع الاسلامي وولادة الصهيونية الاسلامية .. فالاسلاميون عبر أردوغان وحزبه قدموا أول تجربة اسلامية تحت مظلة الصهيونية العالمية .. فالرجل وحزبه سمح لهم باقامة حكم اسلامي ورغم مسرحياته الاسلامية لم ينسحب من الناتو (عدو الاسلام) بل وساهم في كل حروب الناتو ولم يقم بممارسة اي ضغط اسلامي لكبح جماحه من أفغانستان الى العراق الى ليبيا .. وأخيرا في سوريا ..المشهد الاسلامي التونسي توج علاقة خاصة مع الصهيونية عبر لقاء ايباك الشهير حيث حل الغنوشي ضيفا علنيا على ايباك وتعهد بالتعهدات الشهيرة بشأن اسرائيل وقلع أسنان العقيدة الاسلامية المناوئة لاسرائيل..ثم كان تحرر الاخوان المسلمين المصريين من كل تعهداتهم القديمة بشأن الصراع مع المشروع الصهيوني والانتقال الى التعبير العلني عن مرحلة جديدة من تحطيم القوالب القديمة البروتوكولية الاسلامية واطلاق صفة الصداقة العظيمة على علاقة الاسلاميين الجديدة بالدولة الصهيونية في عبارة رمزية أرسلها محمد مرسي الى بيريز أعلنت بطريقة مقصودة ومتفق عليها بين الطرفين وقد صيغت بعناية وتوقيت مناسب ..وأعلنت دون حرج ودون ابداء احتجاج على افشائها .. انها استهلت عملية كسر الحاجز النفسي الاسلامي اليهودي (الصهيوني)..لأول مرة منذ 15 قرنا ..
وفي عملية تحطيم العداوة القديمة الأزلية مع أبناء خيبر تم نبش النزاع السني الشيعي كبديل مناسب للصراع والتناقض الديني التقليدي مع المسيحية واليهودية وهو صراع ديني سيبرر تحالفا دينينا اسلاميا يهوديا .. وقد أدلت الوهابية السعودية بدلوها وقامت بدور متميز في احلال العدو الشيعي محل العدو اليهودي (لب الصهيونية) .. وظهرت آراء واجتهادات لايفهم منها الا على أنه توطئة لمصالحة تاريخية تبشر أن اليهود هم اهل كتاب وأهل ذمة .. وبالتالي لايجوز مناصبتهم العداء بل التعامل مع كتابيين وذميين .. أما الشيعة فهم شرخ اسلامي وعدوان على الاسلام وتهديد له يجب معالجته بالانفصال عنه نهائيا والتنافر معه ..وكان الثوار السوريون من أكثر العوامل التي ساهمت بقوة كبيرة في التقريب مع اليهودية والتنافر بين المذاهب الاسلامية .. فالثورة السورية أعلنت منذ الأسبوع الأول أن حزب الله والايرانيين يقتلون الشعب السوري .. وأن النصيريين يقتلون اهل السنة .. العملية التحريضية بالدم والقتل نجحت الى مدى بعيد في خلق الحاجزالنفسي بين المذهبين الرئيسيين الاسلاميين السني والشيعي في العالم العربي .. ونجحت عملية البناء النفسي للمذهب الاسلامي الجديد (الصهيونية الاسلامية) في ترجمة فقه التقريب الذي كان يفترض أن يخدم المسلمين ويقربهم فاذا به فقه يستثمر لتقريب اليهود على أنهم هم من يدافع عن الشعب السوري عبر قصف مستودعات الذخيرة لجيش الأسد او للعلويين .. وعبر مساندة المسلحين في عمليات انقاذ رمزية بلجوء عشرات الجرحى من المسلحين السوريين الى الأراضي الفلسطينية المحتلة (اسرائيل) لتلقي العلاج في بادرة مجاملة وعربون صداقة لتقديم اسرائيل على أنها بلد صديق يضمد الجراح التي يصنعها الشيعة والنصيريون في أجساد أهل السنة المظلومين ..بل ان هناك عملية تضليل هائلة عبر المساجد ومنشورات الوعظ عبر اليوتيوب تقلل من انتصار حزب الله على اسرائيل وتعتبره مؤامرة شيعية اسرائيلية للترويج للمذهب الشيعي .. وبلغ الدجل حدّا لايطاق بالادعاء أن اسرائيل اتفقت مع حزب الله ابان حرب تموز 2006 على أن يوجه الحزب صواريخه الى البحر لاعلى تل أبيب ومابعد حيفا .. وبذلك يظهر حسن نصر الله بطلا دون ايذاء اسرائيل .. ويدعي هؤلاء أن صواريخ المقاومة كانت تلقى وترمى الى بحر حيفا .. كي يتمدد التشيع بالترويج لانتصار وهمي لحزب الله الذي هو – سرا - حليف اليهود ضد أهل السنة ..
ويبدو مذهلا جدا هذا الاقبال الجهادي الى سورية عبر عشرات آلاف المتطوعين ولايوجد واحد منهم يبالي بالتساؤل عن سبب التلكؤ في الجهاد في فلسطين .. ويكتفي البعض بالجواب التقليدي ان الطريق الى القدس يمر من دمشق أولا .. وقد طرح أحد الاسرائيليين سؤالا مذهلا على القناة العاشرة الاسرائيلية بأن سورية تماسكت بشكل لايمكن انكاره .. لكن ماذا لو كان توجه هذه الآلاف المؤلفة والتدفق الجهادي نحو اسرائيل بهذا المال السخي والتسهيلات اللوجستية الهائلة والدعم الاعلامي والسياسي المنقطع النظير .. انها كانت نهاية المغامرة اليهودية في فلسطين .. وأضاف مطمئنا: ولكن الحمد لله فان تركيا حليف لاسرائيل، وعندما تحس أن قطرة واحدة من هذا التدفق الاسلامي ستصل اسرائيل فستغلق الصنبور نهائيا ..وفي تفسير الكلام الذي قاله مؤخرا ابن الشيخ اليمني (الزنداني) في فتوى الجهاد في سورية مدماك آخر في جدار البناء الجديد للصهيونية الاسلامية اذ أفتى لصاحب سؤال حائر مضطرب عن أولوية الجهاد اليوم.. أهي في سورية أم في فلسطين؟ ومن يدقق في الجواب يعرف ما أعنيه .. فقد أفتى فضيلته بأن "فلسطين صارت جرحا ملتئما .. أما سورية فجرح مفتوح ينزف" ..وبالتالي لابد من التوجه للجهاد في المكان النازف لا المكان الذي التأم .. اذا حال العداء مع اسرائيل انتهت ..وفلسطين عليها السلام..
التيارات الاسلامية من مختلف النكهات والمذاقات تتجه حثيثا لاغلاق ملف العداء مع الصهيوينة والمصالحة العقائدية اليهودية الاسلامية واغلاق ملف فلسطين .. واذا تمت هذه المصالحة النفسية والعقائدية فان التحضير النفسي لعملية هدم المسجد الأقصى هي ما سيتم انجازه وستجنيه المؤسسة الصهيونية .. هدم قد لاتلقى بعد الانتقال الى حالة التحالف الاسلامي المسيحي الا المعاتبة الاسلامية اذا لم يكن مباركة .. ان هدم الأضرحة والمساجد من العراق الى سورية ونبش قبور الشخصيات الاسلامية مثل قبر حجر بن عدي .. والتهديد المستمر بتدمير ضريح السيدة زينب .. ونسف قبر الصحابي خالد بن الوليد .. مؤشرات في غاية الخطورة على بداية العهد الاسلامي الجديد .. الذي بدأ بنسف أعظم المنارات الاسلامية في الشرق من المسجد العمري في درعا والجامع الأموي في حلب .. انه مسخ للذاكرة القديمة وتأسيس لذاكرة جديدة فحواها نهاية المدرسة الاسلامية التقليدية التي عمّرت 15 قرنا .. وانطلاق مرحلة المدرسة الاسلامية الجديدة المتمثلة بالاسلام السني الصهيوني ضد الاسلام الشيعي الفارسي .. وهذا ليس خيالا ولاتهويلا لأن من راقب مؤتمر الشيوخ والوعاظ الاسلاميين في القاهرة بعد معركة القصير وهستيريا الهجوم على المذهب الشيعي لعرف أن القضية دخلت مرحلة النزول الى شوارع العقول .. فمثلا يقول أحد الوعاظ في المؤتمر بأن الشيعة يقدسون شخصية الحسين ولكنه يتساءل متهكما: من هو الحسين؟؟ شخص لافضل له على الاسلام وليس له من ميزة الاسلام سوى أنه حفيد النبي .. وهذا أمر ليس في يده ولا من صنعه بل هو قدر .. مثله مثل الجنسية وجواز السفر.. ثم انه من حيث العلم فقد كان من هو أفضل منه مثل عبد الله بن مسعود؟؟
ليس عرض هذا الرأي لرفضه ولا لادانته ولا لتأييده فهذا نقاش يدخل فيه أصحاب الشأن الديني .. لكنه مثال على جاهزية الجيل الجديد من الاسلاميين على التخلص من الموروث التقليدي وهدم الأضرحة والرموز وتحطيم المقدسات ورمي الأثقال والمراسي التراثية عن الكواهل .. فمن يسقط الحسين من ضمائر المسلمين جميعا سيسقط المسجد الأقصى .. لأن الحسين كحفيد للنبي ليس ملكا للشيعة بل ملك لجميع المسلمين دون استثناء كما أن مريم أم المسيح ملك لكل المسيحيين وليست حكرا على الكاثوليك مثلا .. والمسجد الأقصى الذي هو ملك المسلمين جميعا سيجري عليه نفس التعديل الفكري ويتحول من المسجد الأقصى الى مسجد لم يقدم للاسلام مثل ماقدمه الأزهر مثلا .. كما أن ذكر الأقصى في القرآن لم يتجاوز ثلاث مرات عددا بالمقارنة مع ذكر أنبياء الله من اليهود .. داود وسليمان ويعقوب ويوسف وموسى وهارون وعيسى ....والقائمة طويلة .. وباستعراض بيانات منظري القاعدة والتيار السلفي نجد بداية التحول والتغير في ملامح العدو والصديق .. وفي استعمال مقولة شهيرة قديمة يمكن معرفة الطريقة التي تتحول بها التيارات الاسلامية.. فهي تقول: أعداؤك ثلاثة هم: عدوك وصديق عدوك وعدو صديقك .. وأما أصدقاؤك فهم ثلاثة: صديقك وصديق صديقك وعدو عدوك ..
في استعمال هذه العبارة كمسطرة سنجد في منطق الاسلام السياسي كيف يتخبط منظرو القاعدة والاسلام الجديد الصهيوني في محاولة الالتفاف على قرون من الممارسة الاسلامية التقليدية والتراث الديني العتيق .. فحسب تلك المقولة الشهيرة والتي ترددها معظم ثقافات العالم فان من المنطقي أن يكون عدو سورية صديقا لعدو سورية .. وأن يكون صديق سورية عدوا لعدوها ..ولكن كيف يمكن ادخال هذه المعادلة المستحيلة في الصراع في سورية؟؟ الاسلاميون فعلوها في عملية تدمير كاملة للعدو القديم والصديق القديم ..
ان عدو سورية وايران وحزب الله هي اسرائيل والغرب بلا نقاش .. وبالتالي يجب أن يكون الاسلاميون الذين هم نظريا أعداء تقليديون للغرب وخاضوا ضده غزوتي نيويورك وواشنطن يجب أن يكونوا أصدقاء لسورية واصدقائها ..ولكن الظواهري ومجموعته التي تقول انها تريد هدم الغرب وقوته التدميرية ولجمه عن الاعتداء على أرض المسلمين .. الظواهري وجيشه يجاهدون في سورية الى جانب الغرب وأميريكا لاجتياح وتدمير أرض المسلمين منتقلين الى تصنيف جديد وهو أن عدو عدوي هو صديقي .. أي ان الغرب هو عدو سورية (التي يعاديها الاسلاميون) وبالتالي فان عدو العدو السوري صديق ..وصار عدو الاسلاميين صديقا لهم لأنه عدو عدوهم في نفس الوقت .. أي الغرب صديق وعدو في نفس الوقت !!! وهي بلا شك مرحلة تحضير العبارة لاسقاط كلمة العدو والاحتفاظ بكلمة صديق ..
الاسلاميون جميعا والقاعدة يهللون ويكبرون بصوت مبحوح من الانفعال والتأثر لاستهداف اسرائيل الجيش السوري ..في ترجمة حرفية لمقولة أن عدو عدوي صديقي (اذا كان هجوم اسرائيل على سورية) .. اما اذا حدث العكس مثل هجوم سورية (عبر حزب الله) على اسرائيل فان موقف الاسلاميين في تقريع حزب الله ولومه وتكفيره ومحاولة تجريده من السلاح عبر كل الوسائل المتاحة هي ترجمة حرفية تناسب تحالف اسرائيل مع الاسلاميين التي ستقول: ان الاسلاميين هم عدو عدوي وهم بالنتيجة أصدقائي ..
في الربيع العربي وفي الأزمة السورية تحديدا تم تغيير الأعداء التاريخيين والتقليديين وتحطمت كتب السيرة .. ونهض مشروع الصهيونية الاسلامية ودفع به الى مرحلة متقدمة .. وأنتهت معركة خيبر القديمة .. وتصالح الفاتحون القدامى مع خيبر الجديدة في فلسطين .. وأعلنت العداوة مع من شارك يوما في فتح خيبر .. وصدقت نبوءة مظفر النواب .. أنبيك عليا .. لو عدت اليوم لحاربك الداعون اليك .. لكن يجب ان تقال موجهة الى كل الخلفاء الراشدين والخلفاء الأمويين والعباسيين: لو عدت اليوم لحاربك الداعون اليك ..
ويجب أن تكون لنا الشجاعة بالاعتراف في حضرة الصحابي خالد بن الوليد بأن معركة اليرموك مع هرقل انتهت بالمصالحة مع جيش هرقل .. وان هرقل صديقنا وحبيبنا الآن ..هل هناك من يجرؤ على الدخول الى حيث يرقد خالد بن الوليد في حمص ويبوح له بذلك؟ .. صاحب الجسد الذي ليس فيه شبر الا وفيه رمية سهم او ضربة رمح .. كيف سيستقبل أصحاب هرقل من الائتلاف السوري وثوار الناتو ولم يتركوا شبرا في سوريا والشرق ليس فيه ضربة قذيفة أو رصاصة قناص أو بقعة دم؟؟
هل هناك من لغة يمكن أن تقال لخالد بن الوليد كي نعبر عن اعتذازنا وخجلنا من هذا العار .. عار ادخال هرقل الى الشام والاستجداء بعمامة خالد بن الوليد؟؟

انه الربيع العربي ياأبا سليمان .. انه الربيع العربي .. ياأبا سليمان ..



  عدد المشاهدات: 1751

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: