الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

زوبك زاده أوغلو ......بقلم : تمام ضاهر
December 07, 2017 01:52

زوبك زاده أوغلو ......بقلم : تمام ضاهر

 من منّا لم يقرأ رائعة الكبير عزيز نسين (زوبك) ، التي اقتبس منها الفنان دريد لحّام شخصية بطل مسلسله (الدغري) الذي عرض على شاشة التلفزيون السوري منذ سنوات طويلة ، هذه الرواية التي اختزلت واقع الريف التركي بتعقيداته التاريخية والثقافية والدينية، ومن
وسطها نجح (نسين) في إخراج (زوبكه) من تحت الغبار و المزابل إلى حيّز الوجود ، لتتشكل شخصية استثنائية تلخصها عبارة واحدة تقول : ( اجلس بشكل أعوج وتكلم باستقامة) ، ابراهيم بيك زوبك أوغلو وهو الاسم الكامل لبطل الرواية ، هو رجل أفّاك ومحتال و(ثعلبان) يفوق الوصف ، إلى الدرجة التي تدفع أشهر الثعالب للاختباء في أوجارها خشية مقالبه التي يسيل العسل من نوافذها ، وتدفع الضحية للدخول إلى الفخّ بقدميها، فيما يتابعها زعيم الثعالب بعينين باردتين صغيرتين في مشهد يفوق الوصف، زوبك أو الزيبق وهي كنية والد ابراهيم ، رجل زئبقي لا يمكنك أن تحشره في زاوية ، تعلم منذ نعومة أظفاره من أين تؤكل الكتف ، وتضلع بتفاصيل وتضاريس أقرانه ومعاصريه من شيخ الجامع و أستاذ المدرسة ، إلى أصغر شحاذ ومسكين في البلدة ، وراح يدسّ بينهم سمومه التي تشربها الأفعى وهي تضحك وتلعب ، ومن أحد المقالب الشهيرة لزوبك الذي نجح في الوصول إلى رئاسة البلدية وعيّنه على مقعد النيابة ، أنه أقنع وجهاء البلدة بأنه يتحدث بالهاتف مع رئيس الوزارة في أنقرة، من دون كلفة أو رسميات ليحلّ لجناب رئيس الوزراء ويربط في مشاكله ومشاكل وزرائه، التي لن تنتهي إلا بلمساته السحرية ، ليتضح لاحقاً وبعد خروج أعضاء الوفد الذين توسلوا زوبكهم بالترشح إلى مقعد النيابة و هو يهأهأ ويسأسأ كمراهقة غنوجة في سن الـ14 ، لتتضح للخارجين زحفاً على بطونهم بأن كوابل الهاتف مقطوعة وزوبك يلعب من جديد وهو لم يتصل لا (بوزير ولا بمزير )، زوبك الذي اقتصّ منه (نسين) بتشبيهه بالكلب الملتجىء في ظل العربة ، كي يظهر ظلّه ظلّها ، و يخدع الجميع بما ليس له ، أو عنده ، ويمتهن اقتناص الأموال والولاء والنفوذ استخدم عباءة الدين مرات عدة لخداع أهالي بلدة (تراب الميت المذرى)، واسم البلدة كناية عن الذين يعيشون تحت أطلال الماضي الذي يعفر رؤوسهم بتراب الساكنين في القبور ، زوبك هذا خدعهم وضللهم بالدين مرات لكي يرتقي ويكبر ويسمن ، ومرة أخيرة خوفاً من الموت المحقق بيد بعض ضحاياه أو (المفروسين) منه ، زوبك زاده ذكّرني اليوم وأنا أعيد قراءته بالثعلب أحمد داوو أوغلو صاحب نظرية (صفر مشاكل) وصاحبه أردوغان ، وتسترهما بعباءة الدين وخداعهما للجماهير التركية والعربية ، وإمعانهما في الكذب المفضوح ، والجرم الموصوف الذي سرعان ما سيرسلهما كما (زوبك) إلى مزابل التاريخ بسبب كمّ المشاكل التي ستحيلهما ولو بعد حين إلى الصفر ...



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: