الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

سورية... ثلاثون شهراً صموداً هزّت العالم ...علي البقاعي-"البناء"
October 12, 2013 12:32

كل الأخبار - البناء

 
ثلاثون شهراً من الصمود هزّت العالم. صمود أسطوريّ أدى إلى تغيير جذريّ في مسار الحرب شبه الكونية على سورية وتحقيق سورية إنجازات ديبلوماسية وعسكرية مميّزة ويعود ذلك إلى صلابة مواقف القيادة السورية وإيمانها بأنها تقاتل كل الجبهات العسكرية والاقتصادية والاعلامية كافة لأجل قضية محقّة تساوي الوجود وتعني كل سوري مؤمن بأمّته وحقّها في الحياة.
مواقف الرئيس بشار الأسد كانت تستند إلى عدة أسس رئيسية في قيادة الصراع أوّلها يقينه بأنّه يقاتل في سبيل قضية محقّة وثانيها صمود أسطوريّ لجيش سورية وقوات الدفاع الوطني وثالثها صلابة الجبهة الداخلية السورية وتماسكها ووعي الشعب السوري وإيمانه ورابعها وجود كادر ديبلوماسي مميّز يقوده وزير الخارجية وليد المعلم وتعاونه مجموعة من الديبلوماسيين المحترفين وفي مقدمهم بشار الجعفري سفير سورية في الأمم المتحدة. يضاف إلى ذلك القرار السياديّ الذي اتخذته القيادة السورية بناءً على اقتراح روسي بالسماح للأمم المتحدة بتدمير الأسلحة الكيميائية السورية واأدى إلى التغيير في المواقف الدولية والإقليمية واضطرار الولايات المتحدة إلى وقف شن العدوان على سورية بعد تهديداتها اليومية على مدار أسابيع ثلاثة وآخرها المواقف المشرّفة لروسيا والصين وإيران وأصدقاء سورية الحقيقيين في لبنان والمقاومة في مقدّمهم.

توّج الرئيس الأسد هذا الصمود بهجمة إعلامية قلّ نظيرها لأيّ قائد عربي بظهوره الإعلامي المميّز إذ أجرى مقابلات جريئة وصريحة مع قنوات أميركية وروسية وتركية وأوروبية متحدثاً بلسان القائد العارف والمدرك كلّ كبيرة وصغيرة في بلاده فضلاً عن ثقته بالشعب السوري الذي يقف معه في هذه المحنة الكبيرة وإيمانه بأن سورية ستنتصر لأنّ الله حاميها ما ساهم إلى حد كبير في تغيير في الرأي العام الدولي حول ما يحصل في سورية كاشفاً أن القضية ليست قضية حرية وديمقراطية بل أكبر من ذلك بكثير.

القرار الأميركيّ بعدم شن العدوان على سورية أدى إلى صدمة نفسية كبرى لدى أعداء سورية من مموّلين ومسهّلين للإرهاب مثل بندر السلطاني وأردوغان العثماني. أصاب الارتباك أعداء سورية الذين كانوا ساجدين في محرابهم و«معرابهم» مطئنين أنّ «الضربة آتية لا محالة» فراحوا يصلّون ويبتهلون ويتضرّعون أن يحلّ الإلهام على «المعلم الجديد» باراك حسين أوباما القائد الأعلى للقوات المسلحة في الولايات المتحدة الأميركية ويعطي أوامره لأساطيله البحرية وطائراته الشبحية والمرئية وصواريخه العابرة للقارات بشنّ عدوانها على سورية. لكن الله لم يستجب لتضرعاتهم إنما استجاب لدعاة الخير والسلم والعدل وخذلهم فكانت بداية تحوّل دوليّ في مفهوم الصراع في سورية إذ بدأ العالم يعي ماهية هذا الصراع وأهدافه وهوية الذين يقاتلون في سورية ضد النظام ولا ينتمي الجزء الأكبر منهم إلى سورية وأرضها.

هذا الصمود السوريّ أدّى إلى تحوّل دوليّ إيجابيّ فرض نفسه أيضاً مع رفض شعوب الدول التي كانت تساند ما يسمّى بالمعارضة السورية شنّ الحرب على سورية بحجة استخدام السلاح «الكيماوي» الذي أصبح الأطفال الذين درسوا قصة «مسعود الكاذب» يعرفون أنه ملفّق. الرفض الأكبر كان في معقل ما يسمّى بـ»أصدقاء الشعب السوري» أي في الولايات المتحدة الأميركية التي رفض أكثر من 60 من مواطنيها العدوان رغم شراسة الحملة الإعلامية التي قامت بها الإدارة الأميركية منذ العدوان على العراق عام 2003. الشعب الذي انتخب أوباما قبل أقل من سنة خذله فتراجع مهزوماً بإرادة شعبه. كذلك الحال في بريطانيا التي رفض مجلس عمومها الحرب على سورية وفي فرنسا التي تراجع رئيسها فرنسوا هولاند في اليوم الثاني فبلع تصريحاته وأقوى من ذلك كلّه كانت مواقف شعوب الاتحاد الأوروبي كافة التي رفضت بغالبتها العدوان على سورية.
هذه المواقف المشرّفة للشعوب الغربية كانت أشرف وأنبل من مواقف حكومات جامعة الدول العبرية ليس خطأ مطبعي بقيادة أعراب مجلس التعاون الخليجي وأردوغان وإخوتهم في أحزاب لبنانية «مستقبلية» و«قواتية» و«جماعية» هم من أعتى الدعاة للعدوان على سورية وكادت تُبحّ حناجرهم وهم يناشدون من خلال شاشات محطّاتهم التلفزيونية الرئيس أوباما بتدمير سورية لعلّهم يحققون أمنيتهم يوماً بدخول دمشق مثلما كانوا يحلمون. لكن أوباما خيّب آمالهم وعليهم أن يبذلوا المزيد من الجهد والدعاء والتضرّع خلال القرن الثاني والعشرين بعد أن يستفيقوا من الصدمات التي تلقّوها في الأسابيع والأشهر الماضية والصدمات التي سيتلقّونها في الأسابيع والأشهر المقبلة.

ماذا سيكون موقف هؤلاء الصغار بعد أن يقرّ أوباما وأطلسيّوه بديمومة النظام في سورية وبأنّ الرئيس الأسد باق في عرينه؟ ماذا سيقولون لشعوبهم وجماهيرهم التي غرّروا بها؟ ماذا سيفعل بندر وأردوغان وأخوهم نبيل العربي بألوف المقاتلين الذين استوردوهم من أصقاع الدنيا لتدمير سورية؟ ماذا سيفعل الأمين الجديد على عروبة لبنان وسورية «الحكيم المعرابي» سمير جعجع وأخوه في العقيدة الوطنية سعد الدين الحريري وتابعهما نهاد المشنوق وأمين عام «ثوّار الأرز» فارس سعيد والمنظّر الأكبر صالح المشنوق نجل المرشد الثاني لتيار «المستقبل» نهاد المشنوق؟ ما هو موقفهم عندما يدركون أنه سيكون هناك في سورية غالب ومغلوب؟!

هل وصلت الرسالة الأميركية المطعّمة بنكهة روسية إيرانية صينية إلى إخوتنا «ثوار الأرز» أم أنهم ما زاوا يأملون بالتغيير في سورية كما هي حال «حكيمهم المعرابي» الذي يؤمن قطعاً بأنّ «النظام السوري الجديد» سيحرّر مزارع شبعا اللبنانية أيّ أن تحالف ما سيتبقّى من «القاعدة» و«النصرة» و«داعش» و«الإخوان المسلمين» و«الجيش الحر» وطلواء عاصفة الشمال» و«لواء الأيابيل» و«لواء الغرباء» و«لواء أحفاد الرسول» ويعاونهم الباقون من مقاتلي الحرية المستوردين من أصقاع الدنيا الذين يقودهم قادة تاريخيون ذوو أسماء لم يألفها «الحكيم المعرابي» مثل «أبو عدنان الجولاني» و«أبو عزت الفقهي» و«أبو بكر البغدادي» و«أبو عبد الرحمن الكويتي» و«أبو دلامة» و«أبو أسامة» و«أبو يمامة»...

كان أبي رحمه الله يردّد الحكمة التي تقول أن الإنسان يُحشر مع من أحبّ يوم القيامة فهنيئاً لـ»الحكيم المعرابي» بحلفائه «أبطال الحرية» الذين سيُحشر معهم.



  عدد المشاهدات: 1679

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: