كل الأخبار / موسكو- سانا

أكدت وزيرة الصحة الروسية فيرانيكا سكفارتسوفا خلال لقائها اليوم في موسكو وزير الصحة نزار يازجي أهمية تطوير التعاون بين سورية وروسيا في المجال الطبي.

وقالت سكفارتسوفا خلال اللقاء الذي حضره السفير السوري في موسكو الدكتور رياض حداد.. إننا “نقيم عاليا صمود سورية ودفاعها عن استقلالها وسيادتها ووحدة أراضيها.. ونحن مستعدون لتقديم جميع المساعدات التي يحتاجها الشعب السوري في هذا المجال”.

وأشارت سكفارتسوفا الى أن وزارة الصحة الروسية تربطها علاقة مباشرة مع نظيرتها في سورية مضيفة.. إننا “نعمل منذ أمد بعيد على تنظيم معونات إنسانية ومساعدات طبية لسورية ونحن جزء من فريق يعمل بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين إذ ان جميع القرارات السياسية التي تتخذ في روسيا تنعكس على جميع مجالات عمل الحكومة الروسية ونحن في وزارة الصحة الروسية سنبذل كل جهدنا من أجل تخفيف الوضع المتفاقم حاليا في سورية”.

من جانبه أعرب يازجي عن شكر الشعب السوري لروسيا على مواقفها الداعمة لسورية وقال.. إن “سورية بعد أن توصلت لتقنيات عالية في مجال الخدمات الطبية والصحية جاءت الأزمة لتنسف كل هذا التطور إذ ان الوضع الصحي في سورية كان قبل الأزمة متميزا وكانت الخدمات الطبية جميعها ولجميع المواطنين تقدم في جميع أنحاء سورية بالمجان”.

وأشار يازجي إلى أنه مع دخول الإرهاب إلى سورية منذ خمس سنوات تم تدمير /33/ مشفى من أصل /99/ تابع لوزارة الصحة السورية كما جرى تدمير /692/ مركزا طبيا من أصل /1990/ ودمرت التنظيمات الإرهابية عشرين معملا دوائيا من أصل /70/ كانت تعمل قبل الأزمة وقال.. إننا “من خلال صمود جيشنا وانتصاراته بدأنا بإعادة إعمار بعض المنشآت الطبية المدمرة من قبل الإرهاب.. ومن خلال دخول الجيش إلى بعض المناطق تجري إعادة الإعمار لبعض المراكز الصحية ولكن مع كل ذلك لدينا صعوبات في تأمين بعض أنواع الأدوية واللقاحات نظرا للعقوبات المفروضة علينا من الشركات الغربية”.

كما أشار يازجي إلى مشكلة أخرى يعاني منها القطاع الطبي في سورية وتتمثل في هجرة الكوادر الطبية من سورية نتيجة الأحداث والتهديدات الإرهابية لذلك تم اتخاذ القرار باللجوء إلى الدول الصديقة وفي مقدمتها روسيا ودول بريكس لتأمين احتياجاتنا الطبية من كوادر ولقاحات وأدوية لمعالجة الأمراض المزمنة والسرطانية لافتا إلى أن المقاطعة المالية المفروضة على سورية تمنع الوزارة من شراء بعض المستحضرات من الخارج.

وفي مقابلة مع مراسل سانا في موسكو اليوم عقب جلسة المباحثات أكدت سكفارتسوفا عمق علاقات الصداقة القوية بين روسيا وسورية وان منظومتي الصحة في البلدين تتعاونان فيما بينهما على أساس معاهدة الصداقة والتفاهم والتعاون المشترك لتطوير الخدمات الطبية.

وقالت سكفارتسوفا إن “الحاجة لمساعدة أحدنا الاخر ازدادت حاليا بصورة كبيرة واتفقنا مع الوزير يازجي على إضافة ملحق جديد للمعاهدة ينص على تقديم المساعدات المتضمنة الأدوية واللقاحات والعقاقير الطبية من قبل روسيا وكذلك فتح دورات رفع الكفاءة في روسيا خاصة بتأهيل الكوادر الطبية السورية في الاختصاصات المطلوبة”.

وأوضحت سكفارتسوفا أن بلادها ستقدم في المرحلة الأولية الأدوية والمستلزمات الطبية ومستعدة للنظر في مسألة إنشاء مراكز انتاجية مشتركة في الصناعات الدوائية في سورية وكذلك في إعادة تأهيل المعامل الدوائية السورية مع نقل التقانة في الصناعة الدوائية ذات الأولويات الرئيسية بالنسبة للمواطنين السوريين ومنها العقاقير الوقائية الحيوية ولقاحات الأطفال والكبار لتحصين بنيتهم في مراحل الأوبئة.

وأشارت سكفارتسوفا إلى عامل السرعة في تنفيذ هذه المهام وأنه مرتبط بالجانبين الروسي والسوري موءكدة استعداد الخبراء الروس للعمل بالسرعة والتصميم اللازمين.

بدوره أعلن يازجي في تصريح مماثل أن زيارته الحالية إلى روسيا تأتي لدعم استمرارية عملية صمود الشعب السوري قائلا.. انه استكمالا لهذه العملية تواصلنا مع وزارة الصحة في روسيا من أجل تأمين اللقاحات من خلال عملية استجرار من الأصدقاء الروس ونقل التقانة الحيوية مع تأمين تأهيل الكوادر الطبية كمنح إلى سورية.

وأعرب يازجي عن شكره الكبير للأصدقاء الروس على مواقفهم النبيلة والصادقة إزاء سورية.
من جانبه أعرب السفير حداد عن شكره لجميع العاملين في قطاع الصحة الروسي وتقديره لجهود وزارة الصحة الروسية على تنظيم هذا اللقاء.

وقال حداد..إننا “نقدر عاليا جهود روسيا لما تقدمه للشعب السوري منذ بداية الأحداث ولليوم من مساعدات ولوازم طبية وأدوية وعقاقير تسهم في تخفيف معاناة الشعب السوري وتؤكد على عمق ومتانة الصداقة بين هذين البلدين الصديقين”.

وأعرب السفير حداد عن أمله في أن يسهم هذا اللقاء في رفع مستوى التعاون في المجال الصحي إلى مستوى العلاقات السياسية بين سورية وروسيا مؤكدا أن سورية ستحقق النصر قريبا جدا على الإرهاب بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.