كل الأخبار / سانا

تركزت طروحات أصحاب دور النشر المشاركين في المؤتمر العام لاتحاد الناشرين السوريين الذي عقد اليوم تحت عنوان “جيل يبني جيل يقرأ المستقبل” حول ضرورة دعم صناعة الكتاب السوري في ظل ظروف الحرب الارهابية التي تتعرض لها سورية وتنشيط المشاركات في المعارض العربية والدولية وتذليل الصعوبات التي تواجه تطوير هذه الصناعة.

وأكد عدد من المشاركين في المؤتمر الذي أقيم بالمركز الثقافي العربي في أبو رمانة ضرورة الترويج للكتاب السوري ووضع إجراءات للحد من تأثير غلاء اسعار الورق والاحبار على صناعته وإقامة معرض دائم للكتاب في مقر الاتحاد وتنظيم ندوات وملتقيات حوارية دورية تتعلق بصناعته داعين لدعم المؤسسات العامة لدور النشر من خلال اقتناء عدد من اصداراتها وتفعيل مكتبات المدارس والجامعات ومعرض مكتبة الأسد السنوي.

وفي كلمة له خلال المؤتمر اشار الدكتور خلف المفتاح عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام الى ان انعقاد المؤتمر في ظل الظروف الراهنة وما تعانيه سورية من حرب ارهابية ظلامية يؤكد ان المؤسسات الثقافية السورية بقيت مستمرة وفاعلة رغم حجم الاستهداف الذي تعرضت له البلاد.

ولفت المفتاح الى انه كما يواجه الجيش العربي السوري الارهاب بقوة وشجاعة ويحقق الانتصارات ايضا للكتاب والمثقفين دور كبير في اطار محاربة الفكر الظلامي الذي ينشره الارهاب وذلك من خلال التأسيس لثقافة وطنية مشيرا الى أن المؤتمر يؤكد اهمية دور النشر في صناعة الكتاب وتعزيز ثقافة القراءة.

وأكد المفتاح أن ” حزب البعث ووزارتي الثقافة والاعلام يحرصون على تقديم الدعم لاتحاد الناشرين لانه منظمة يعول عليها في بناء الانسان وتكريس الثقافة الوطنية والانسانية كما أنه رديف وشريك في عملية البناء التنموي الى جانب الوزارات المعنية والاحزاب الوطنية والمنظمات والاتحادات المختصة مثل اتحادي الصحفيين والكتاب”.

كما أكد المفتاح ضرورة اقامة حملة ترويج للتعريف بالاتحاد وذلك من خلال النشاطات والمعارض وأن تشمل وتمتد الى كل المحافظات والجامعات والمعاهد والعمل على تكريس الفكر والثقافة والتشجيع على القراءة معتبرا انه رغم صعوبة الظروف التي تمر بها سورية الا ان الاتحاد قادر من خلال العمل بروح جماعية على تجاوز الصعوبات عبر وضع استراتيجية تتشارك بها المؤسسات الاخرى كداعم ورديف.

وتلا رئيس اتحاد الناشرين هيثم الحافظ خلال المؤتمر بيان المكتب التنفيذي للاتحاد في دورته الثانية بين فيه ما انجزه اتحاد الناشرين خلال السنوات الماضية من انشطة ومشاركات عربية ودولية في معارض الكتاب واقامة يوم الكتاب السوري لاول مرة هذا العام في الـ23 من نيسان الماضي.

وتضمن البيان مقترحات للخطة القادمة للمكتب التنفيذي ابرزها العمل على تعديل القانون الناظم لاتحاد الناشرين بما يتناسب مع امال وتطلعات أعضائه والعمل على تنمية الموارد الخاصة بالاتحاد وتعزيز الخدمات المقدمة للناشرين السوريين ومساعدتهم بالسوق المحلية والعربية والدولية والمشاركة بالمعارض.

ونتيجة للانتخابات فاز بعضوية المكتب التنفيذي ستة أعضاء على الشكل التالي: هيثم الحافظ رئيسا للاتحاد ومعن حيدر نائبا للرئيس وإسماعيل الكردي أمينا للسر وعمر الطباع أمينا للصندوق وعبد الرؤوف قدور رئيسا للجنة الملكية الفكرية ويزن يعقوب رئيسا للجنة المعارض وبهاء الدين رشيد رئيسا للجنة الإعلام.

وفي تصريح لـ سانا بين رئيس اتحاد الناشرين ان الاتحاد استطاع رغم صعوبة الظروف تحقيق انجازات ايجابية وتفعيل مشاركاته في المعارض حيث شارك العام الماضي بـ25 معرضا خارجيا منها معرض فرانكفورت الدولي معربا عن تفاؤله بالمرحلة القادمة عبر وضع اليات لتطوير صناعة الكتاب السوري.

وأشار الحافظ الى ضرورة تعديل القانون الناظم للاتحاد الذي مضى عليه اكثر من عشر سنوات واخذ الموافقة اللازمة لذلك مبينا أن العمل جار حاليا لإقامة معارض في المحافظات والترويج لمعرض مكتبة الاسد القادم الذي سينظم في شهر تموز القادم منوها بالدعم الكبير الذي تقدمه مؤسسات الدولة لتطوير وتعزيز واقع صناعة النشر في سورية ما يتيح تنمية وتطوير صناعة الكتاب وتحفيز المبدعين السوريين.

وفي تصريح مماثل رأى معاون وزير الاعلام معن حيدر ان انعقاد المؤتمر رغم ظروف الحرب على سورية يؤكد ان الناشر السوري موجود واستعاد عافيته وان المرحلة القادمة تحمل خططا جديدة لتطوير العمل ولا سيما ان هذا الناشر يشغل موقعا متقدما عربيا مؤكدا العلاقة العضوية التي تربط وزارة الإعلام بالناشرين عبر تسهيل الامور الادارية وتقديم الدعم المناسب لهم.

ورأى عبد الرؤوف قدور صاحب دار نشر اليمامة ان المطلوب من اعضاء المكتب التنفيذي الجديد لاتحاد الناشرين تقديم الدعم لصناعة الكتاب وتسهيل مشاركتهم في المعارض من خلال التنسيق مع اتحاد الناشرين العرب والحصول على تخفيضات لاجور حجز الاجنحة في المعارض وتوسيع نسبة المشاركة السورية فيها.

وأشارت عبير عقل صاحبة دار عقل للنشر والدراسات والترجمة الى ان الناشرين السوريين لهم هموم خاصة فرضتها ظروف الحرب الارهابية التي تتعرض لها سورية منها مصاعب شحن الكتاب خارج البلاد للمشاركة في المشهد الثقافي العربي ما زاد الاعباء والتكاليف على الناشر مؤكدة ان صناعة الكتاب لا تتحمل هذه النفقات إضافة الى صعوبة حضور المعارض الخارجية ومنع مشاركة السوريين من قبل بعض الدول.

وأكد زياد مخلاتي مدير دار العصماء للنشر ضرورة اختيار اعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد من الذين يمثلون دور النشر بشكل صحيح خاصة ان المرحلة القادمة تتطلب العمل الكبير على تطوير صناعة الكتاب مشيرا الى ان الظروف الصعبة التي تمر بها سورية فرضت على دور النشر تخفيض عدد النسخ المطبوعة.

حضر المؤتمر توفيق الإمام معاون وزير الثقافة وحشد من أصحاب دور النشر السورية.

يشار الى ان اتحاد الناشرين السوريين تأسس عام 2005 ويضم في عضويته نحو 230 عضوا يمثلون معظم دور الطباعة والنشر في سورية.