الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   أخبار سوريا   

في تأكيد على عودة نبض الحياة لأحيائها الشرقية.. أكثر من 100 صيدلية تعود للعمل في مدينة حلب
August 04, 2017 15:30

في تأكيد على عودة نبض الحياة لأحيائها الشرقية.. أكثر من 100 صيدلية تعود للعمل في مدينة حلب

كل الأخبار / حلب-سانا

شكلت عودة الصيدليات للعمل في الأحياء الشرقية لمدينة حلب إضافة خدمية جديدة وخطوة مهمة على صعيد إعادة جميع أشكال الحياة التي حرمها الإرهاب منها لعدة سنوات فأينما تجولت في تلك الأحياء تلمس إصرار أهالي حلب على نفض غبار الإرهاب عن مدينتهم بعد أن تكلل صمودهم بالانتصار.

عشرات الصيدليات عاودت فتح أبوابها لاستقبال المواطنين حيث تؤمن الأدوية الطبية للمراجعين في أحياء سيف الدولة والأنصاري والسكري وصلاح الدين والمشهد والزبدية وعلى جدران ولافتات بعضها تشاهد بقايا آثار إرهاب همجي حاول قتل كل أشكال الحياة في المدينة إلا أن عزيمة أبناء الشهباء وتلاحمهم مع الجيش العربي السوري كرست إرادة الحياة لديهم.

بهمة الشباب وحيويتهم يقف الصيدلاني محمد حلواني الذي تجاوز السبعين من عمره في صيدليته بحي السكري يمارس عمله ويرد على أسئلة واستفسارات المواطنين وفي حديثه لمراسل سانا يشير إلى أنه “يعمل صيدلانيا منذ عام 1968 واستمر بلا انقطاع في ممارسة المهنة التي يعشقها لغاية 2012 عندما دخل الإرهاب إلى حي السكري واضطر لإغلاق صيدليته لمدة تجاوزت الخمس سنوات” مضيفا إنه “كان واثقا بأنه سيعود لصيدليته وهو ما تحقق قبل شهرين بعد أن أصلح الأضرار الكبيرة التي ألحقت بالصيدلية وأعاد تأهيلها بالحد الأدنى”.

الصيدلانية رولا العمر التي تملك صيدلية “العمر” بحي سيف الدولة تبين أنها “غادرت صيدليتها مضطرة بسبب الإرهاب في شهر تموز من عام 2012 وكانت فرحتها مضاعفة عندما تحرر حي سيف الدولة من الإرهاب وتمكنت من رؤية صيدليتها مجددا ورغم الدمار والخراب إلا أنها سارعت لتأهيلها وهي اليوم سعيدة لعملها اليومي فيها”.

وتبدو حالة صيدلية رامي الحكيم في حي الزبدية أفضل حالا من باقي الصيدليات سواء من الحالة الإنشائية أو التجهيزات ويشير الصيدلي رامي إلى أن “ترميم وتجهيز الصيدلية استمر ثلاثة أشهر من العمل المتواصل” مؤكدا أنه كان حريصا على العودة لمكان عمله فور إعلان المنطقة آمنة وخالية من الإرهابيين.

وعلى أطراف حي الميسر الشعبي تفتح صيدلية “شعبوق” أبوابها أمام المواطنين طوال النهار ورغم الدمار الذي يحيط بها إلا أن الصيدلي صفوح شعبوق يؤكد ان “عودته إلى صيدليته وإصراره على فتحها وتواجده فيها بصورة دائمة هي شكل من اشكال انتصار إرادة الحياة على الموت والدمار الذي حاول الإرهاب نشره” مشيرا إلى أن ثقته راسخة بأن هذا الحي وكل الأحياء الأخرى ستعود أفضل مما كانت في الفترة القريبة القادمة.

ويواصل الصيدلي خالد حلواني عملية تأهيل صيدليته في حي السكري ويتابع لحظة بلحظة عمل الورشات مشيرا إلى أنه سينهي كل الأعمال المطلوبة ويعيد فتح صيدليته خلال أقل من أسبوع لافتا إلى أن “ما يربطه بحي السكري ليس صيدليته فحسب بل ذكريات طويلة مع الأهالي والمنطقة وهي غالية على قلبه ولا تقدر بثمن”.

ويشير الدكتور عبد الله الجراح رئيس فرع نقابة الصيادلة في حلب إلى أن “أكثر من 100 صيدلية عادت للعمل في الأحياء المطهرة من الإرهاب خلال الفترة الماضية وذلك من إجمالي نحو 170 صيدلية متضررة” لافتا إلى أن “هذا العدد في تزايد يومي والنقابة في تواصل دائم مع كل الصيادلة ليعودوا إلى العمل بأسرع وقت ممكن وهي تقدم لهم كل التسهيلات المطلوبة وتحرص على توفير الدعم والمساعدة بما يمكنهم من معاودة العمل لما يشكله ذلك من خطوة إضافية على طريق تعافي مدينة حلب من كل أشكال الإرهاب الذي حاول تدميرها”.

وفي إطار متابعة شؤون المهنة وتطويرها يشير الجراح إلى أن “النقابة عملت على تعيين مندوب لها في كل منطقة سكنية مهمته متابعة شؤون الصيدليات في منطقته وتقديم تقارير دورية ترصد الواقع والاحتياج والمخالفات إن وجدت حيث تتم معالجة كل هذه الأمور مع الجهات الخدمية المعنية بالإضافة إلى التأكيد على وجود الصيدلي على رأس عمله” مبينا أن “فرع النقابة يعد مذكرات دورية حول واقع الأدوية ومدى توافرها في الصيدليات مع الإشارة للأدوية المفقودة أو القليلة ورفعها للنقابة المركزية لتوفيرها”.

وحول الخطط المرحلية التالية يلفت الجراح إلى أنه “ستكون باتجاه ريف المحافظة المطهر من الإرهاب لإعادة كل الصيدليات للعمل وبما يؤمن الخدمة المطلوبة للأهالي”.

من جانبه يوضح الدكتور محمد الصغير نائب رئيس نقابة الصيادلة في سورية إلى ان “أكثر من 6 آلاف صيدلية ألحق بها الضرر والدمار بسبب الإرهاب والنقابة قامت بصرف أكثر من 140 مليون ليرة سورية من صندوقها لدعم ومساعدة الصيادلة المتضررين خلال سنوات الأزمة كما تم إعفاؤهم من غرامات التأخير عن تسديد الرسوم المقررة وهي تعمل على أكثر من صعيد لتطوير المهنة كما بدأت الخطوات العملية لإنشاء معمل للأدوية في منطقة عدرا تعود ملكيته لصندوق خزانة تقاعد الصيادلة وسيكون لهذا المشروع أثر إيجابي على توفير حاجة السوق المحلية من الأدوية وتحسين أوضاع الصيادلة”.

ولفت الصغير إلى “حرص النقابة على القيام بالجولات الميدانية وخصوصا على الصيدليات التي عادت للعمل مؤخرا وذلك بهدف تشجيع الصيادلة على العودة والاطلاع عن كثب على مشاكلهم والصعوبات التي تواجههم والعمل على تذليلها بالإضافة للتأكيد على وجود الصيدلي على رأس عمله لتقديم الخدمات للمواطنين”.

كما رافقت سانا نائب رئيس نقابة صيادلة سورية ورئيس وأعضاء فرع النقابة بحلب في جولة على عدد من الصيدليات في الأحياء المطهرة تم خلالها تفقد أوضاع الصيادلة وتقديم المساعدات لهم والاطلاع على واقعهم ومشكلاتهم وحرصت النقابة على إشراك مندوبي الشركات الدوائية في الجولة لإعادة التواصل والتعاون مع الصيدليات التي عادت للعمل وبما يسهم في تأمين كل الأدوية لها.

وخلال الجولة عبر عدد من المواطنين عن أهمية عودة الصيدليات للعمل من جديد وما تقدمه من خدمات للمواطنين وتوفير الوقت والجهد على المرضى الباحثين عن الدواء.

وتبقى حلب تسير بخطا واثقة ومتسارعة نحو التعافي الكامل من الإرهاب وفي كل يوم هناك جديد يبشر بعودة الحياة بكل أشكالها لهذه المدينة الصامدة. 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: