الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   ثقافة و فن   

"حقائق و فضائح" ..مناقشة الكتاب الأخواني "السباعي بقلم محبيه"
February 09, 2014 13:33

من خرج عن الجماعة ليس بمسلم والخصم مستحل شرعاً .. أما العلمانية فمرفوضة تماماً
كتاب (مصطفى السباعي بأقلام محبيه وعارفيه) تقريظ أحد أهم أتباع جماعة الاخوان المسلمين وهو (زهير الشاويش) الذي أسس كتباً إسلامياً في سورية أصبحت له فروع في لبنان والأردن، وعمل في المجال الدعوي وتأليف كتب الشريعة في التفسير والسنة والتاريخ.

يتطرق الكاتب لجوانب من حياة زعيم الأخوان المسلمين مصطفى السباعي وما لاقاه في حياته السياسية هو و جماعته من فضائح وانشقاقات.
في تحريرنا للكتاب سنبين أن حركة الأخوان المسلمين كانت غير مرغوبة في سورية منذ عهد الاستقلال إضافة إلى الانشقاقات والاقتتال على الزعامات في الجماعة.
رفض الاخوان في سورية منذ عهد الاستقلال!
يقول الكاتب في حديثه عن الانشقاقات الحاصلة على الشيخ مصطفى السباعي بشكل خاص والجماعة بشكل عام أن هناك عدة عوامل ساعدت على استمرار ما أسماها بالفتنة أهمها استمرارها لوقت طويل في سورية بسبب منع الجماعة فيها أيام انقلاب حسني الزعيم وأديب الشيشكلي وتطبيق الأحكام العرفية ودخول السباعي وبعض أخوانه السجون وبالتالي خروجهم إلى لبنان ومصر!
وهنا يظهر لنا أن الحرب على الأخوان المسلمين في سورية لم تكن في فترة السبعينيات أو الثمانينيات كما حاول بعض أعضاء هذه الجماعة ترويجه لأسباب كيدية ومذهبية، بل يظهر ومن من خلال اعترافاتهم أنفسهم أن جماعتهم كان غير مرغوب بها منذ أيام حسني الزعيم وأديب الشيشكلي، ما يبين لنا أن الأخوان المسلمون لم يكونوا في يوم من الأيام ضمن التاريخ السوري تلك الجماعة التي تتمتع بقبول شعبي وحكومي.
فضائح الانشقاقات في سورية
يتابع الكاتب سرد أحداث تلك الفترة من تاريخ الأخوان المسلمين، حيث تطرق للانشقاقات الكبيرة ضمن الجماعة والتي حصلت في عدة مدن كدمشق واللاذقية وحمص وجزء من حوران وادلب، فيما بقيت حلب وحماة محافظتان على تماسك الجماعة.
ويقول الكاتب بأن الاخوان المنشقين في دمشق استولوا على مركز باب الجابية التابع للأخوان ومركز الفتوة في المرج الأخضر ونهبوا الأموال وما عندها من أدوات رياضية وغيرها وأتلفوا المكتبة العامة فيها والتي تحتوي بحسب الكاتب على كتب قيمة!!!
وهنا نسأل كيف يمكن لأتباع جماعة الأخوان المسلمين المنشقين أن يقوموا بحرق مكتبة تحتوي على تراث قيم يعود إليهم ولعقائدهم؟ ما يعني أن الانشقاق لم يكن فقط على السلطة والمكاسب في الجماعة ولا على سياسة الجماعة بل يتعداه إلى خلاف عقائدي أيضاً على الأقل هذا التفسير الوحيد الذي يمكن استنتاجه، وبالتالي فإن السلطة بالدرجة الأولى هي العقيدة التي تحل لديهم مكان توحيد الخالق، ومتى كانت العقيدة تتنافى مع السلطة تم استبدال تلك العقيدة أو حرقها كما حُرقت تلك المكتبة.
أما في حمص فقد احتل المنشقون المعهد العربي الإسلامي وأصبح باسم أحدهم الذي ارتقى لاحقاً إلى مناصب عالية في الدولة، واستولوا على النادي الرياضي وكان أكبر نوادي سورية إضافةً لاستيلائهم على المركز داخل الجامع الكبير وغير ذلك في أماكن أخرى ( طبعا اللفظ هنا للكاتب زهير الشاويش).
ويتابع الكاتب أن مصطفى السباعي حاول إقناع النافذين في مصر من الجماعة الأخوانية بسحب دعمهم لهؤلاء في سورية، وقد ساعدت بعض الشخصيات السباعي في مسعاه أمثال الامام الهضيبي وسيد قطب ومحب الدين الخطيب) وأكدوا أن السباعي هو قائد الجماعة في سورية.
الأخوان المنشقون ليسوا أخوان!
يدّعي الكاتب زهير الشاويش في محاولة منه لتبرير تلك الأحداث بأن من قاموا بالانشقاق ليسوا من الجماعة!!! حيث اتهمهم بأنهم من جماعة النظام المصري، ثم يعود الشاويش ليناقض نفسه بالقول "وقد عمد الامام البنا يوم موته واستدراجه لاجتماع من قبل احد الوزراء وهو مصطفى المراغي ان يقوم بفصل جماعة النظام وقال انهم ليسوا اخوانا وليسوا مسلمين)
وهنا نلاحظ الفكر الإقصائي لدى قادة الأخوان المسلمين كالبنا وغيرهم حيث قال أن من انشق عنهم او خالفهم ليس فقط هو غير اخواني بل هو أيضاً ليس بمسلم!!! وكلنا يعلم في الشرع معنى إخراج مسلم من الملة !
الكاتب يستحل دماء خصوم الأخوان!
يقول الشاويش أن جماعة النظام المنشقين عن الجماعة في دمشق ذهبوا لبيت مصطفى السباعي وفوجئوا بوجود القيادة مجتمعة عنده فما كان منهم إلا أن قرأ أحدهم كلمة مكتوبة بعزل الشيخ والقيادة وفصلهم عن الجماعة وكاد أن يقع صدام بينهم، وبعد ذهابهم تبين أنهم قطعوا خط الهاتف وأخذوا مفتاح سيارة السباعي من سائقه.
ثم يقول الشاويش أتمنى من بعض من كان موجوداً وقتها وهم لازالوا على قيد الحياة أن يذكروا ما كان خفياً في تلك الفترة لا سيما بعد أن عرفوا من خدعهم، وباب التوبة مفتوح واستحلال الخصوم مطلوب شرعاً. (انتهى الاقتباس عن الكاتب).
هنا يتبين للقارئ بأن جماعة الاخوان وفي عقدتهم يخالفون السنة النبوية الشريفة، من خلال استحلال خصومهم! وهل الاستحلال الاى استحلال الدماء والاموال والاعراض؟ وهل كان سيدنا محمد يستحل ما لخصومه؟ أم يوصي صحابته بأن يكونوا رحماء معهم؟ أكبر دليل على ذلك طلقاء الإسلام الذين تقمصوا الحكم فيما بعد كأبناء أبي سفيان الذين لم يستحلهم نبي الرحة مع انهم كانوا أشد خصومه.
عدو الجماعة هو عدو الاسلام!!
نعود لنقتبس عن الكاتب الشاويش قوله " في فترة تكالب اعداء الجماعة عليها حتى لا اقول اعداء الاسلام وكانوا من مختلف المشارب وفيهم قال تعالى : واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم) انتهى الاقتباس.
هنا دليل آخر على نزعة التكفير لدى عناصر الاخوان والدليل قول الكاتب حتى لا اقول اعداء الاسلام؟ فمتى كانت الجماعة هي الاسلام والمسلمين وممثلته الوحيدة؟ وهل المسلمين من قبل ظهور هذه الحركة في تيه وباطل وكفر وضلال حتى أتى السباعي وجماعته كنبي موحى اليه ليهديهم الى الحق من بعد ضلالة " والعياذ بالله".
السباعي عدو عبد الناصر
يورد الكاتب ما قاله مصطفى السباعي تعقيباً على ما كشفته مؤسسات الدولة التابعة لحكومة جمال عبد الناصر وعلى رأسها صحيفة الأنوار في بيروت عن وجود خلاف وانشقاقات في الجماعة أن ذلك كله من مزاعم اتباع عبد الناصر وأن الجماعة كلها ملتفة حول عصام العطار ولا وجود لانشقاقات وخلافات!! "انتهى الاقتباس"
وهنا نسأل كيف لم توجد انقلابات وانشقاقات وخلافات بعد كل ما ذكره الشاويش من استيلاء على مراكز الجماعة وحرق للمكتبة العامة وتهديد للسباعي؟ يناقض الكاتب نفسه إذ هو تارةً يسرد ويلات الانشقاقات وتارةً يتهمهم بأنهم جماعة النظام المصري وتارةً اخرى يقول بأنهم ليسوا اخوانيين وليسوا بمسلمين!!!! إذاً كيف فعلوا ذلك لو لم يكونوا اساساً منتمين للجماعة؟
تناقضات الاخوان وفكرهم التكفيري والاقصائي وتناقضاتهم وانشقاقاتهم كانت سمة تلك الفترة التي اتسمت بحرب بين هؤلاء وبين جمال عبد الناصر الذي حمل مشروعاً لا يناسبهم ألا وهو القومية العربية فيما هم رأوا بالاسلام حلاً وجماعته ممثلاً حصرياً للاسلام والمسلمين كل من يخرج عنها يعني أنه من اهل الردة وليس بمسلم يجب استحلاله كما بينا آنفاً على مبدأ من فمك أدينك.
السباعي ضد العلمانية
يقول الداعية فتحي يكن في كلمته عن مصطفى السباعي بعد مديح طويل له ، والاقتباس هنا عن الداعية يكن ( كان السباعي داعيةً بالمعنى الصحيح يوم تصدى عام 1949 وكانت سورية تمر بعهد دستوري دقيق يُعاد فيه صياغة دستورها ووقف وقفات جبارة أمام من أرادوا أن يكرسوا علمانية الدستور وعلمانية سورية البلد الإسلامي، ووفقه الله لأن يبرز خصائص الإسلام في الدستور السوري من خلال إعلان الدولة استمساكها بالإسلام ومثله العليا وأن يكون الفقه الإسلامي المصدر الرئيسي للتشريع إضافةً أنه يجب أن بهدف التعليم إلى إنشاء جيل مؤمن بالله ومعتز بالتراث العربي ومتحل بالأخلاق الكريمة) انتهى الاقتباس
مما سبق يتبين لكم أن السباعي لم يكن على فهم صحيح لمعنى العلمانية في أقل تقدير ها إن أردنا أن نحسن الظن به، أو قد يكون عالماً بشكل كبير بمعنى العلمانية وأنها تعني أن الدين لله والوطن للجميع ولا يجب التفرقة بين الناس على أسا الدين أو فرض عقيدة ما على أحد وطبعاً من قرأ ما ذكرناه سالفاً من بعض مقتطفات الكتاب والاقتباسات عن مؤلفه يعلم مدى الفكر الإقصائي لهؤلاء، ما يعني أنه من الطبيعي أن لا بقل من يعتبر كل من يخرج عن الجماعة بأنه غير مسلم من الطبيعي أن لا يقبلوا بوجود أفكار وعقائد وتيارات أخرى تعارضهم وتختلف معهم.



  عدد المشاهدات: 1160

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: