الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   ثقافة و فن   

الإستراتيجية الوطنية لثقافة الطفل... خطة للنهوض بجيل الغد- لوردا فوزي
February 16, 2014 14:46

كل الأخبار - البعث :

استجابة لضرورة تشكيل فريق عمل وطني لإعداد مشروع إستراتيجية وطنية لثقافة الطفل يقيّم الفعل الثقافي الموجه للطفل، ويحدد نقاط القوة والضعف وفرص التطوير والتحديات التي يواجهها، واستجابة لحاجة تطوير مقاربة وطنية تجمع المؤسسات الحكومية والجمعيات والمنظمات غير الحكومية الناشطة في شؤون الطفل، أقامت وزارة الثقافة  ورشة عمل بعنوان "الإستراتيجية الوطنية لثقافة الطفل" على مدرج قاعة رضا سعيد بجامعة دمشق

وأوضحت د. لبانة مشوح وزيرة الثقافة أن الأطفال هم معجزة الحياة وثمرة الحب الأولى، وهم الغراس التي إذا أُنبتت في تربة طيبة أزهرت حقول عطاء وظللت الوطن بفيء الحب. والتحدي الأكبر اليوم هو العمل على إعادة بناء الإنسان المتوازن فكراً وروحاً، المعتز  بهويته المتمسك بعراقة أمته والواعي لحقوقه وواجباته  والقادر على العطاء، ولأن الأطفال هم الأكثر هشاشة وتأثراً بما يحدث ولأنهم من سينهض بعبء المستقبل كان لابد من إيلائهم رعاية خاصة  فثقافة الطفل هي نواة ثقافة مجتمع برمته.
وأضافت مشوح: الطفل هو البداية وهو الأمل الدافق لحياة أجمل ويجب علينا أن نؤمن مستلزمات التربية السليمة في وطن التآخي والمحبة ونحن نجتمع اليوم بشركاء حقيقيين لنخرج بتوصيات تستكمل بها خطة إستراتيجيات ثقافة الطفل، ولن تكون هذه إلا الخطوة الأولى لبداية طريق طويلة وصولاً إلى أفضل النتائج وأنجعها، فثقافة الطفل يجب أن تكون ثقافة مرسخة للمبادئ و للاعتزاز بالقومية والثقة بالذات والاحترام للحقوق، والانفتاح على الآخر.
وعن خطة الإستراتيجية الوطنية أشارت مشوح: الإستراتيجية نواة لعمل تكاملي حكومي وخاص في بناء ثقافة طفل واع مؤمن بهويته ومعتز بشخصيته. وقد وضعنا مسودة عن هذه الإستراتيجية تحلل الوضع الراهن  لثقافة الطفل في الأزمة، وتضع التصورات لبناء ثقافة متكاملة ودعونا جميع المعنيين بهذا العمل الوطني للعمل على تشذيب هذه الخطة ووضع آلياتها التنفيذية والجميع سيكون شريكاً في التطبيق.
وعن التعاون بين وزارة الثقافة والوزارات الأخرى أكدت مشوح أنه من واجبنا أن نتعاون مع كل المفاصل الأخرى التي يتغلغل فيها الفعل الثقافي، وتعتبر واحدة من أدواته الأساسية  وبدون وزارة التربية ووزارة الإعلام عملنا سيظل قاصراُ وتعاوننا مع هذه الجهات أساسي ونشاطنا لا ينحصر بفئة دون أخرى.
من جهته أوضح د. هزوان الوز وزير التربية أنه في الزمن الصعب تستنفر الجهود  وسورية الآن تعيش محنة الحرب ولم يبق واقفاً إلا من فيه حصانة، ونحن سنحصن الأبناء ليبقوا ويبقى الوطن ولاشيء كالثقافة للأبناء، فبالثقافة نصون هويتهم ونحافظ عليها ونرسخها، وسنحصن الأبناء بثقافة الانتماء للوطن وتعزيزها لتصبح سلوكاً يبني الوطن والإنسان، ونربي أرواح أطفالنا بثقافة المحبة والإخاء وبثقافة تحضهم على العطاء  ونحصن لسانهم بلغة عربية كانت وستبقى درع أمتنا ومبعث فخرها.
وعن دور وزارة الإعلام في هذا العمل تحدث السيد مازن  نفاع مدير الإعلام التنموي في وزارة الإعلام أن للوزارة دوراً أساسياً، ونحن شركاء حتى في وضع الإستراتيجية وتنفيذها ومتابعة سيرها، وسيبرز الدور الأكبر من خلال الإعلاميين، لأن الثقافة والإعلام جسد واحد وكل منهم بحاجة للأخر، فالإعلام هو من يوصل الرسالة الصحيحة والسليمة للطفل وخاصة عند التعامل مع شريحة الأطفال لذلك سيكون دورنا أساسياً ومعتمداً.
وقدم د. وضاح الخطيب مدير الهيئة العامة السورية للكتاب خلال الورشة عرضاً موجزاً للإستراتيجية تحدث خلالها عن الموجبات والأسس والشركاء وخطة التنفيذ، وأشار إلى  أسس الإستراتيجية والتي تتمثل في تقييم العمل الثقافي الموجه للطفل والاستفادة من التجارب الوطنية، وتشكيل فريق عمل وطني لإعداد مشروع الإستراتيجية، أما بالنسبة لأهداف الإستراتيجية فهي بناء جيل معتز بهويته وبقيم وطنه وتعزيز الثقافة الوطنية وثقافة المواطنة وبناء الفكر النقدي الإيجابي، وتعزيز دور الطفل في خدمة المجتمع وتمتين ارتباطه بلغته السليمة وبالانفتاح على ثقافات الشعوب ورعاية المواهب الواعدة وتنميتها، ونتوقع في نهاية العام أن تكون الخطة جاهزة للانطلاق في مرحلة تجريبية بمساعدة الشركاء جميعاً.
بدوره أوضح عفيف دلا مدير ثقافة دمشق أن الهدف من الورشة مناقشة المشروع الذي وضعته اللجنة المكلفة المشكلة من قبل وزارة الثقافة، فالوزارة ارتأت ألا يكون العمل الموجه للطفل عملاً عشوائياً غير ممنهج، بل أن يرتكز إلى خطة منهجية قابلة للقياس والتطبيق مع الأخذ بعين الاعتبار طبيعة المرحلة التي يعيشها الوطن والحالة الذهنية والنفسية للطفل السوري، لنبدأ بإعادة إعمار حقيقية تبدأ من الإنسان وليس فقط من المباني والمنشآت، فالطفل هو اللبنة الأولى لبناء الإنسان وخصوصاُ أن  هدف الحرب على سورية  هو أن تتغير منظومة المفاهيم والقيم لدى الأطفال بشكل سلبي، وأن يتم استبدالها بمنظومة قيم ومفاهيم غير وطنية وغير جمعية، قائمة على الإقصاء والتفريق وعدم تقبل الأخر.
كما قالت د. رنا مسعود من الأمانة السورية للتنمية: لقد تناقشنا خلال الورشة حول غرس حب العمل التطوعي لدى الأطفال، وبضرورة أن تنتشر ثقافة التطوع عند الأطفال وخلق بيئة داعمة للعمل التطوعي لنخرج بجيل من الأطفال قادر على القيام بإدارة وقيادة مبادراته الذاتية وأن يقوموا بما يخدم مدرستهم ومجتمعهم.
وأوضحت دانيا العشي المديرة التنفيذية لمشروع مسار أن ما يحدث اليوم هو خطوة فعالة لنخرج بخطة إستراتيجية وطنية من حيث المدة الزمنية وآليات تنفيذها، والتفريق بين الهدف وبين آلية التنفيذ، ومعرفة ما يمكن أن تقدم كل جهة مشاركة، وكذلك تقييم الوضع الراهن وتشكيل فريق عمل، فنحن نعمل على الخطوط العريضة وكل ما يهمنا أن نضع المحور العام الذي سنعمل عليه.
حضر ورشة العمل ممثلون عن وزارات التربية والاعلام والشؤون الاجتماعية والبيئة و ممثلون عن الهيئة السورية لشؤون الأسرة ومنظمة طلائع البعث واتحاد شبيبة الثورة والأمانة السورية للتنمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف.

 



  عدد المشاهدات: 1021

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: