الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   ثقافة و فن   

قرأت لكم / "الفضائيات العربية بين عولمتين" هل نرى إعلاما عربيا جديدا ؟!
April 18, 2014 12:28

 قرأت لكم / "الفضائيات العربية بين عولمتين" هل نرى إعلاما عربيا جديدا ؟!

عن منتدى المعارف في بيروت صدر كتاب جديد للدكتورة حياة الحويك عطية ، حمل عنوان : "الفضائيات العربية الاخبارية بين عولمتين " وعنوانا فرعيا هو : "جيوبوليتيك وخطاب الفضائيات العربية في زمن العولمة". 

وهو عبارة عن دراسة علمية تقع في خمسمئة صفحة من القطع المتوسط استندت فيها الباحثة الى رسالتها للدكتوراه في جامعة السوربون وطورتها بما يلاقي الوضع الراهن للعالم العربي ولاعلامه .

قراءة : نضال حمادة
ترددت الباحثة بين عنوانين : الفضائيات العربية وجذور التغيير، والفضائيات العربية بين عولمتين، لأن كلا من العنوانين يلخص غاية البحث الذي تخرج منه الى خاتمة طويلة تستخلص علاقة التطور الذي ادى الى ظهور الفضائيات ومن ثم التطورات التي طرات عليها بحراك التغيير في العالم العربي .
وجدير بالذكر ان فصلا من هذا الكتاب كان قد شكل جزءا من دراسة نالت عليها الباحثة جائزة سليمان عرار للبحث  العلمي في مجال الاعلام ( عام 2008) تحت عنوان : نحو نظام عربي اعلامي جديد ، واختتمتها بفصل اخر حمل عنوان : نحو نظام جديد ما بعد النظام الجديد القائم قامت فيه باستعراض وتحليل عناصر المتغيرات التي ستؤدي الى تغيير التوازن الدولي الاحادي القائم على العولمة الاميركية توازن اعتبرته موازيا لعولمة ثانية اسلامية مقابلة. ودعت الى العمل على  تلقف التغيير القادم خارج هاتين العولمتين.
الكتاب الجديد يحلل بعلمية دقيقة  كيف ترجمت الفضائيات نشوء ونمو الاتجاه نحو هاتين العولمتين.  يقع في ثلاثة اجزاء كل منها ينقسم الى اربعة فصول : يرسم الاول المشهد الاعلامي الفضائي العربي بدراسة كمية ونوعية تنتهي الى اختيار اربع فضائيات تشكل موضوع البحث المقارن التفصيلي : الجزيرة- المنار – ابو ظبي (حتى تغييرها عام2005) والعربية.
ويتناول الثاني جيوبوليتيك العولمة وتجلياتها الاعلامية عبر اربعة دوائر متعاقبة : الدولي فالاقليمي فالعربي فالمحلي معتمدة الخط العامودي الذي يحلل الوضع العربي تاريخيا والخط الافقي الذي يربط هذا الخط بالدوائر السابقة. اما الجزء الثالث فهو عبارة عن دراسة سوسيولوجية فلسفية للخطاب التلفزيوني العربي وصولا للجواب على سؤال ما اذا كان هذا الخطاب قادرا على بناء ثقافة ديمقراطية وهنا تستعين الباحثة باكثر من سبعين ساعة تسجيلات اصلية حصلت عليها من ارشيف الفضائيات موضوع البحث وتعود الى كم كبير من المراجع الاولية والثانوية .لتنتهي الى محصلة مطولة تبين كيف يحمل هذا التحليل كله جذور ما حصل في الالتفاف على حراك التغيير في العالم العربي .    
ردود فعل كثيرة صدرت حتى الان على العمل الذي تستعد الباحثة لاشهاره في عمان وفي المعرض الدولي للكتاب في بيروت كان اولها تعليقات تقيميية للعمل صدرت عن عدد من  المختصين العرب والفرنسيين ( كون الكتاب قد اعد للنشر باللغتين وسيصدر قريبا بالفرنسية ).
بدءا من الدكتور حسن نافعة استاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة الذي ربط بين الكتاب وسائر كتابات الكاتبة :
 "عكست كتابات الدكتورة حياة الحويك على الدوام, بما في ذلك كتاباتها الصحفية, مزيجا نادرا من الالتزام بالحس العروبي وبالصرامة العلمية في الوقت نفسه.
غير أن كتاب "الفضائيات العربية" يعد, إضافة إلى ما سبق, عملا بحثيثا من طراز رفيع يتميز بوضوح الرؤية وشمولها, لكنه لا يغفل أدق التفاصيل التي تحرص الباحثة على تحليلها في صبر وأناة, مستعينة بكم هائل من الوثائق التي تضفي على التحليل أقصى درجات المصداقية.
لذا يعد هذا الكتاب مرجعا لا غنى عنه لكل باحث متخصص وأيضا لكل مهتم بهذا الموضوع, ولا نظير له في المكتبة العربية".
الى الدكتور حسن حمادة من المجلس الاعلى للاعلام في لبنان الذي اعتبر ان " هذا البحث هو الأول من نوعه عالميا، وليس عربيا فقط، لشموليّته وطابعه العلمي الدقيق، وللتكامل ما بين العناصر الاجتماعية والثقافية والدينية والإثنية والاقتصادية والتاريخية والسياسية والديمغرافية المشاركة في تكوين الجغرافية- الستراتيجية التي حدت ب"اولياء الأمر" لأن يطلقوا الفضائيات، موضوع هذه الدراسة، وأن يوفروا لإنجاحها القدرات التقنية والخبرات المهنية اللازمة بحيث تؤدي وظيفتها على الوجه الأكمل المطلوب منها.
هذه العناصر كلها جرى تفصيلها بحِرَفية مدهشة وبنضارة منطق تمتاز بها الباحثة.
إنه في نظري كتاب الاكتشافات الكبرى التي بواسطتها يتعرف العربي كما الأجنبي على حقائق تحمل تفسيرا للكثير من المتغيرات في العالم العربي وعلى المدى الإسلامي، حاضرا ومستقبلا، ودور الفضائيات في التحضير لها...إنه ثروة للمكتبة العالمية ومرجع إلزامي لكل ما له صلة بالمنطقة العربية والمدى الإسلامي. 
برنامج حديث الساعة على المناروانتقالا الى الجانب الفرنسي حيث علق  البروفسور جاك بارا استاذ جيوبوليتيك الميديا في جامعة باريس الثانية ، بانتيون – اساس- سوربون:" اذا كنا قد عرفنا العديد من الاعمال البحثية حول هذه الفضائية او تلك ، فان هذا العمل الكبير هو الاول من نوعه من حيث تناوله لظاهرة الفضائيات الاخبارية في مجمل العالم العربي في اطار بحث مقارن .
يتميز بالصرامة العلمية في ادوات البحث ومنهجياته، في اتساع المشهد وتفاصيله، بعمق التحليل واصالته وبغنى غير عادي بالمراجع بكل انواعها.
مما ينتج عنه عمل تحليلي غير مسبوق، يعتمد الشكل الكلاسيكي للبحث : ثلاثة اجزاء كل منها في اربعة فصول:  الجزء الاول يرسم بانوراما المشهد العام في ادق تفاصيلها، الثاني يحلل  السياق الجيوبوليتيكي البالغ التعقيد في ثلاثة دوائر متداخلة : الدولي والعولمة، الاقليمي والعربي تاريخيا وفي اطار العولمة واخيرا  المحلي. ووضع الفضائيات كترجمة لكل ذلك،  واخيرا الثالث الذي يعالج حضور الثقافة الديمقراطية في خطاب الفضائيات المعنية . كل ذلك سعيا الى الاجابة على سؤال التغيير الذي جعلته الباحثة اشكالية عملها منذ عام 2004. "
كما كتب البروفسور فيليب بولانجيه استاذ العلوم السياسية في جامعة سيرجي بونتواز يقول : "عمل كبير غير مسبوق في مجاله يعبر عن كفاءة نادرة في البحث والتحليل ضمن اطار فكري واضح ويتضمن غنى نادرا بالمراجع والمصادر في اطار بالغ التعقيد والدقة".
اما بروفسور جان بول بليد– صاحب كرسي التاريخ المعاصر في جامعة السوربون (باريس الرابعة) ومديرها العلمي سابقا فقال : "باحثة تسبح في عملها كما السمكة في الماء .تجمع خبرة الصحافي وقدرات الباحث وتستند الى كم هائل من المراجع الاصلية لترسم خارطة دقيقة وتناقش امورا بالغة التعقيد والعمق ، وصولا الى بلورة رؤى واطروحات ونظريات جديدة مسندة واصيلة تبني للاجابة على سؤال موقع الميديا وتحديدا الفضائيات العربية في  اشكالية التغيير" .
واخيرا  البروفسور برنار فالاد ، صاحب كرسي علم الاجتماع في جامعة باريس – ديكارت - سوربون ومدير معهد الدراسات العليا فيها فاعتبر ان " ميزة العمل تكمن في كونه يجمع الرؤية الشمولية النادرة الى التمحيص في ادق التفاصيل .
الشمولية في الرؤية الفكرية والسياسية والاعلامية الممتدة من العالمي الى الاقليمي الى المحلي، والتقاط ادق التفاصيل، وكل ذلك لخدمة المقارنة والتحليل والخروج بنتائج ديكارتية". الى جانب التعليقات الاكاديمية احتفت الصحافة اللبنانية والاردنية بزمالة ودودة بالكتاب دون تمييز بين المعسكرات والاصطفافات السياسية القائمة ( من النهار الى السفير ومن المستقبل الى الجمهورية  والان بي ان الخ. ) مما يقول ان عالم الفكر والثقافة ما يزال بخير، رغم خراب السياسة، كما تقول الدكتورة حياة.
من التعليقات الاكاديمية اختار الناشر عبارات وضعها على الغلاف الخارجي ، اما الغلاف فصممه زينون عطية.



  عدد المشاهدات: 1024

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: