الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   ثقافة و فن   

د. رضا سعيد.. مؤسس الجامعة السورية الرّجُل الذي بنى الإنسان
December 19, 2014 13:35

د. رضا سعيد.. مؤسس الجامعة السورية الرّجُل الذي بنى الإنسان


قامة فكرية ووطنية تركت بصمتها في تاريخ سوريا بأثر لا يُنسى، ليحمل ألقاباً عدة مها "الراعي الأول" لمسيرة التعليم العالي في الجمهورية العربية السورية الأولى.
حمل أيضاً لقب "رجل لكل الاقدار" وحمل في حياته هما ورسالة هي بناء الإنسان قبل العمران.
ولد رضا سعيد في دمشق عام 1876 أثناء فترة الاحتلال العثماني، و كانت ملامح النهضة العربية قد بدأت تتضح بأفكار التنوير وإصلاح الأنظمة الاجتماعية والمعيشية والتعليمية.
تلقى علومه الابتدائية والثانوية في المدرسة الرشيدية العسكرية، وتخرج منها عام 1903 حاملاً رتبة رئيس في مدرسة التطبيقات السريرية في الفلخانة.
وتم تعيينه بعدها كمساعد للسريريات العينية في المدرسة الطبية العسكرية، ثم معاوناً للفريق التركي أسعد باشا،وفي العام 1908 رفع إلى رتبة (قول آغاسي)، وفي العام التالي أوفد الى باريس للاختصاص كطبيب في الأمراض العينية، حيث درس في مستشفى (اوتيل ديو) سنتين، نال بعدهما شهادة الاختصاص في الطب العيني من جامعة باريس، وحصل على لقب "مونيتور" (أي الطبيب الباحث).
وعين عام 1914 رئيساً لأطباء الخط الحديدي الحجازي، ثم رئيساً للخطوط الحديدية السورية، وخلال الحرب العالمية الأولى عينته السلطات العثمانية رئيساً لبلدية دمشق، وكانت المدينة وقتها تعيش أيام جوعٍ وقحط من آثار الحرب.
ركز جهوده على محاربة المجاعة وإبعادها عن أهالي دمشق وكان هاجسه الأكبر نشر العلم لبناء وطن حضاري مدني.
و كان بعد نهاية الحرب على رأس العاملين من أجل إعادة افتتاح المعاهد العليا المغلقة، و استطاع بالتعاون مع زملائه تأسيس كلية الطب تحت اسم "المدرسة الطبية العربية" ثم "الكلية الطبية العربي" ومن بعدها "المعهد الطبي العربي".
وحل المعهد الطبي العربي محل المكتب الطبي التركي رغم الصعوبات والعرقلات التي وضعت في طريقه، ليكمل دربه في البناء إلى جانب رفاق دربه ومنهم، د.عبد الرحمن الشهبندر، ود. أحمد العائدي وغيرهم.
وانتخب د.سعيد رئيسا للمعهد ليشهد محاولات السلطات الفرنسية إغلاقه وعمل على إبقاء اللغة العربية لغة التدريس فيه، واشتغل في تعريب المصطلحات العلمية والطبية.
وساهم مع رفاق له بعد انسحاب القوات التركية من سوريا بتأسيس معهد الحقوق، وليصبح بعده رئيساً للجامعة السورية في العام 1923، وفي عام 1925 اختير ليكون وزيراً للمعارف.
وعمل على وضع أسس "مشروع البكالوريا السورية" وفي العام 1926 أعيد إلى رئاسة الجامعة السورية إضافة إلى رئاسة المعهد الطبي العربي .
وعمل على توسيع الجامعة السورية عبر إنشاء فروع للمعهد في أقسام الصيدلة وطب الأسنان والتمريض والقبالة، وبعد جهد كبير قام به سعيد وعدد من زملائه في تعريب الكتب والمحاضرات أصبحت الجامعة السورية، الجامعة الأولى في العالم التي تدرس باللغة العربية.
توفي د.رضا سعيد في دمشق ودفن فيها عام 1945 بعد أن حقق من الإنجازات ما يتيح له دخول التاريخ السوري بكل فخر بإنجازاته متقلداً وسام التاج الحديدي من حكومة النمسا، (..)، وسام باريس في جوقة الشرف الفرنسي، وسام كوماندور، وسام المعارف المصري، وسام الصليب الأحمر، وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة.
سمي باسم د. سعيد واحد من شوارع دمشق بالقرب من الجامعة التي أسسها، وكتبت مؤلفات في سيرته الذاتيه إلى جانب ذكره في عدد من المؤلفات التي تؤرخ لتلك الفترة أو التي تحكي عن شخصيات بارزة تركت أثرها في تاريخ سوريا وبناء الإنسان السوري.



  عدد المشاهدات: 1484

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: