الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   ثقافة و فن   

الشاعرة لينا شدود: الشعر الحديث انعكاس حقيقي للحالة الاجتماعية بمنظار رؤيوي يبسط ولا يعقِد
June 04, 2013 14:48


كل الأخبار - سانا
لينا شدود شاعرة تكتب بأسلوب حديث يمتلك رؤى إنسانية واجتماعية مزجتها مع ما اكتسبته من ثقافات المجتمعات الأخرى نظرا لاهتمامها بالترجمة وضلوعها باللغة العربية وثقافتها.
فللشعر عند صاحبة ديوان / أمكث في الضد/ رؤيا خاصة فهو بريء من كل الألقاب لا يحقد بل يطهر تعميه الأضواء ويجفل من الزعيق حازم ومتردد شعلته خفية ونادرة غالبا عطره غير مبرر حتى ولو اختنق صوته لا يبكي لا تاريخ له بل لكل قصيدة تاريخ يهوى الدروب المقفِرة و لا تهمه العناوين هو من سلالة الماء والنار يندم كثيرا ولا يعترف دقات قلبه غير منتظمة و لا يحتاج إلى صكوك غفران من أحد إما أن يكون أو لا يكون وتضيف شدود في مقابلة مع سانا ان الشعر يفضل أن يكون غريبا ًوبعيداً .. لا يجامل ..يعاني من حساسية تجاه كلمة شاعر لا يسخر بل يتأمل لذلك هو متناقض وواضح في آن معا الشعر جبار لا يخشى الثقوب المظلمة هو ضد المادة كي يحمي العالم من الغرق حتى ولو ارتكب الأخطاء لا يرتعد غير مأخوذ بالنوايا الطيبة متصالح جداً مع الغيب والمجهول لعبته.
وترى شدود أن ترجمتها للشعر فرضت عليها الاعتناء بشكل القصيدة واختيار المفردة الدقيقة التي تبرز جمال النص ومهارة اختصار ما أمكن من المفردات كي لا تضيع روح النص المُتَرجَم فاحيانا نقتل غموضه المحبب برداءة النقل إلى لغة ثانية.
منذ بداية تجربتها في الكتابة كان هدف الشاعرة شدود اكتشاف النمط المغاير لضيقها بالأشكال الراسخة والمقدسة للشعر معتبرة أن الثقافات الأخرى تضيف إلى الشعر رؤى وآفاقا جديدة كما تضيف إلى تجاربنا الاجتماعية تجارب الآخرين وحياتهم.
وللشاعرة شدود رأي في الحداثة الشعرية فالحدائة قد تحققت فعلا وبدأت تقويماً شعرياً جديداً فكثيرة هي التفاصيل التي تُسهل اندفاع الشعر نحو زمن آخر مضيء، يمتزج فيه الظاهر والباطن والشعر الآن يدخل في دورة زمن جديد، ويستطيب شراهته اللامحدودة إلى الخلود حتى لا تمسخه الحدود والقوانين، فجاءت الحداثة لتبرر انسجامنا مع أشباحنا الأليفة، وهكذا سارعنا إلى تجاوز الأسلاك الشائكة، وأخرجنا كل ما لدينا من أوهام وهواجس واساطير خاصة وحتى لاتحوم الظنون على العراقة والحداثة أن يخرجا من فخ التقديس، فالقارئ الذكي يهمه أن يصل إلى الذروة الشعرية السحرية، وإن لم يصل سيتنكر لكليهما.
وبالنسبة للموهبة الشعرية ترى صاحبة ديوان /لاتش بي لسكان النوافذ /انها تحتاج إلى صقل وتفكيك واستصلاح فالهم الشعري لايكفي والبحث عن الفرادة ليس سهلا دائما والشاعر ربما يصاب بما يشبه الرهاب الشعري ان لم يتمكن من أدواته فصحيح أن قبضة الحداثة ليست محكمة جيداً، وهذا يؤمن التسلل منها وإليها، ولكنها بنفس الوقت قاسية، وربما تؤدي إلى كآبات شعرية كون الأرضية التي يعتمد عليها الشاعر في الفترة الراهنة غير راسخة، واحتمال أن تخذله في فترات لاحقة كبيرة.
وتلتزم شدود بكتابة النمط الحديث حصرا وتعلل ذلك بأن هذا النوع من الكتابة يمكنها من ضبط الشعر في الفجوة ما بين الحلم واليقظة حيث يتبدى اللاوعي المحبب فيضيع الزمان والمكان ويشف الشعر حتى يأخذ المتلقي إلى الأماكن الأكثر غرابة وربما يمكنه من فهم الكون من حوله، وبرؤيته الخاصة والخاصة جداً.
فالشعر الحديث بحسب شدود انعكاس حقيقي للحالة الاجتماعية ولكن بمنظار رؤيوي، يُبسط ولا يعقد إذاً ثمة وساطة شعرية تقرب ما بين الواقع الراهن وأزمنة أخرى و هو في قطيعة دائمة مع الصور الشعرية النيئة المنفرة ربما يتجاهل الهم اليومي لصالح قيامات شعرية حقيقية، ليست المهمة صعبة، رغم الملامح المتداخلة، والأهم أن لا يفقد هذا الشعر صبره.
وتتحدث شدود عن أنماط الشعر مشيرة إلى وجود أساليب مختلفة فثمة شعر يمجد الصورة لأجل الصورة، وآخر يرمم الغرائز والروح وثمة شعر مشغول بالهم اليومي والتفاصيل العادية، بل العادية جدا.
محمد الخضر -ميس العاني



  عدد المشاهدات: 637

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: