الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   ثقافة و فن   

موسيقا الزمن الجميل في ثقافي أبورمانة
June 04, 2013 14:51


كل الأخبار- سانا
يفتقد المجتمع العربي في زمننا الحالي إلى الصوت الموسيقي الراقي والاستماع إلى بعض المقطوعات الموسيقية من جيل الثلاثينيات والأربعينيات والستينيات وربط إحساس المطرب بالكلمة ولاسيما أننا نمر في مرحلة من الانحدار الطربي الشرقي نتيجة الابتعاد عن موسيقا الشعر والاعتماد على الأغاني الإيقاعية السريعة.
يذكرنا الباحث وضاح رجب باشا في محاضرته "السلم الموسيقي الشرقي" التي ألقاها مساء اليوم في ثقافي أبورمانة بموسيقا الطرب الجميل التي كانت تتسم بالكلمات المعبرة واللحن الراقي من خلال الجملة الموسيقية التي كونت حالة انسجام كامل بين مكونات المقطوعة الموسيقية وكلمات الأغنية لتصل بشكل مناسب إلى ذائقة المتلقي.
ويرى الباحث في محاضرته أن الطرب الذي يمكن أن يحرك مشاعر الإنسان ويتفاعل مع ذائقته يجب أن يكون ممزوجا بالموسيقا التي تؤدي إلى نغم متناسق يحرك مشاعر المتلقي وفق مزيج من الكلمات التي تصل إلى جملة موسيقية شفافة وراقية تسكن روح الإنسان.
20130604-220831.jpg وأضاف رجب إن مطربي الزمن الجميل كانوا يتميزون بخاصية الحساسية للكلمة وتذوق الشعر كما هو الملحن الذي كان يؤدي حالة يشارك فيها في تقديم أشواق المتلقي أو أفراحه أو آهاته أو أي شيء يخص عواطفه ويتفاعل معها.
وأوضح الباحث أن التطريب والسلطنة في الموسيقا يعني وجود الجملة الموسيقية التي تلامس عواطف القلب وتمنح الإنسان الإحساس بالمتعة والانسجام الذي يتمكن من إزالة الهموم وأخذه إلى جو فيه شيء من المتعة الروحية والابتعاد عما يزعجه.
وتبقى للموسيقا الشرقية خصوصيتها حسب الباحث التي تتمثل في الإحساس الذي يصنعه العازف والذي يترجم بالمقام الذي يريد عزفه موضحا أن الأوروبيين استطاعوا تغيير ماهية الموسيقا الشرقية بينما تشوهت الأخيرة بما تسرب إليها من أشياء جعلتها قلقة وبعيدة عن خصائص موسيقانا الشرقية مستعرضا مقطوعة غربية أداها مئة عازف كمان تميزت بالقوة والسرعة والتكنيك العالي وانسجام الفرقة مع بعضها للمؤلف الإيطالي ايتورو موتني وهي مخصصة للبيانو والكمان لكن حقيقة نفذت بعشرين رؤية موسيقية مختلفة.
20130604-220902.jpg واستعرض الباحث مجموعة من كبار مطربي الزمن الجميل من مختلف أنحاء الوطن العربي حيث كان لمدينة حلب النصيب الأكبر باعتبارها مدينة الطرب والجمال ولها باع طويل في الموسيقا وأنجبت من مئة سنة إلى الآن كبار المطربين الذين انتشروا في كل أنحاء الوطن العربي ومنهم صباح فخري ونور مهنا وميادة الحناوي وشادي جميل ومن لبنان وديع الصافي ومن مصر أم كلثوم وعبد الوهاب وغيرهم.
واستشهد الباحث بالفنان وديع الصافي الذي لقب بصاحب الحنجرة الذهبية وشاءت الصدف أنه ردد العبارة نفسها التي رددها الراحل محمد عبد الوهاب في أغنيته و لو المأخوذة من أحد أفلامه السينمائية وكان وديع يومها في ريعان الشباب فشكلت هذه الأغنية علامة فارقة في مشواره الفني وتربع على عرش الغناء العربي.
وبين الحالة الفنية التي طرأت نتيجة التحولات الموسيقية التي عاشها الفنان أديب الدايخ حيث كان منشدا صوفيا غنى القصائد الغزلية الصوفية وأنشد الحفلات الدينية منذ صغر سنه ولم يأخذ حقه من الشهرة برغم محبة أهل حلب لفنه حيث تميزت مساحة صوته بالاتساع وقوة الصوت.
يشار إلى أن الباحث وضاح رجب باشا من مواليد مدينة حلب ونشأ في كنف أسرة فنية فوالده عازف العود والكمان وقد أحب الموسيقا منذ كان طفلا صغيرا وقد عايش أغنيات أم كلثوم وزكريا أحمد وإدوار داود حسني وكانت منهلا له ليتعمق في أصول الفن الشرقي الأصيل حيث أدخله أبوه المعهد الموسيقي الذي كان يعلم أصول العزف على آلة الكمان ولم ترق له الحال وهو الذي اعتادت أذناه وتفتحت أحاسيسه على أنغام الموسيقا الشرقية.



  عدد المشاهدات: 609

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: