الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   ثقافة و فن   

التعرفة الجمركية التدمرية: محاضرة للعاديات في ثقافي حمص
April 01, 2016 05:55

التعرفة الجمركية التدمرية: محاضرة للعاديات في ثقافي حمص

كل الأخبار / حمص – سانا

تناولت المحاضرة التي أقامتها جمعية العاديات الأثرية التاريخية في حمص بعنوان “التعرفة الجمركية التدمرية ” إحدى أهم المكتشفات الأثرية في مدينة تدمر الأثرية المتمثلة بلوح التعرفة الجمركية الذي يوجد حالياً في متحف الأرميتاج في مدينة سان بطرسبورغ بروسيا.1

وجاء في المحاضرة التي ألقاها المحامي “محمد البيطار ” في المركز الثقافي العربي بحمص أن تفاصيل القانون الجمركي الذي وضعه التدمريون استناداً إلى الكشوفات الأثرية وإلى بعض أقوال بعض المفكرين ومنهم الفيلسوف “أرسطو” تكفي للدلالة على ما بلغه السوريون من القدماء من نظام مالي دقيق يستند على قوانين متطورة.

وعن كيفية اكتشاف “التعرفة الجمركية التدمرية” أوضح “البيطار” أن ذلك يعود إلى عام “1888” حيث اكتشف هذا اللوح جنوب “الاغورا” بتدمر الأمير الروسي “اباماليك لازاريف” حيث لاحظ أن بعض الحروف اليونانية منقوشة على حجر يبرز قليلاً إلى الأرض يحمل كتابة طويلة قسم منها يوناني والآخر تدمري مشيراً إلى أنه تم نقل اللوح عام “1901” بموافقة العثمانيين الذين كانوا يحتلون سورية آنذاك إلى متحف الأرميتاج بسان بطرسبورغ والذي يعد حالياً من بين أهم القطع الأثرية لهذا المتحف.

ويبلغ طول اللوح بحسب البيطار نحو أربعة أمتار وثمانين سنتيمتراً وارتفاعه متر وسبعون سنتيمتراً والنص المنقوش عليه مكون من أربعمئة سطر موزعة على أربعة حقول الأول فيه رسوم مجلس الشيوخ باللغتين التدمرية واليونانية وفي الثاني ذكر للقانون المالي لمستودع تدمر والثالث يتعلق بالنظام المالي القديم فيما يختص الرابع بحل الإشكالات عند تطبيق القانون.

وبين البيطار أن هذا النص يعد من أطول النصوص التدمرية وأكثرها أهمية فضلاً عن إنه واحد من أطول النصوص الآرامية وأهم وثيقة اقتصادية في العالم والذي يعرف لدى الاختصاصيين باسم “التعرفة الجمركية ” وتكمن أهميته الكبرى في أنه يدخلنا في الناحية الخاصة للمدينة التجارية ويوقفنا على الحركة الكبرى للناس والبضائع والمنافسة بين السماسرة والجباة وباعة الرخص وأصحاب المشاكل والموظفين.

وختم البيطار محاضرته بالقول: ” تدمر مالئة الدنيا وشاغلة الناس فيها سحر وألق يأخذ بمجامع القلوب وهذه الأطلال باجتماعها في الصحراء وتلونها بالشمس مؤهلة بأن تتحول في النفوس إلى مدينة من مدن الأحلام وطيف زنوبيا مازال مهيمناً على تدمر هائماً بين آثارها الباقية “. 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: