الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   ثقافة و فن   

كتاب جديد حول "جدل الثقافة والسياسة في الفكر العربي
July 17, 2013 06:53


كل الأخبار- سانا
يكشف الكاتب اسماعيل ملحم ما يتعلق بالجدل الدائم المستمر حول مفهومي القومية والعروبة والذي كانت بدايته في المرحلة التي استيقظ فيها متنورون عرب في اقطار عديدة وترافق هذا الجدل مع الظروف الدولية التي رافقت التحولات في السلوك الاستعماري خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية وما بينهما وما بعدهما .
ويبين الكاتب ما رافق هذه الفترة من إغفال حاجات الشعوب الأخرى الذي سبب كثيرا من المعاهدات والاتفاقيات التي أنجزتها المؤتمرات والمفاوضات بين الكتلتين اللتين قادتا الحرب البادرة اتساما للعالم في طريق لا يخدم الا مصالحهما بعيدا عن حقوق الشعوب الأخرى التي صارت سلعا في سوق لا تحكمه أي نظم أخلاقية.
ويرى ملحم أن الحرب العالمية شكلت تحدياً للشعوب والأمم المستضعفة في مسارات نهوضها فكيف يمكن لهذه الشعوب أن ترسم مستقبلها وتحقق استقلالها وتطالب بحقوقها انطلاقا من حق الوجود وليس بحقها في المشاركة في فعل حضاري تحددت هويته بعد أن حقق التقدم العلمي والتقني قفزات هامة على مستوى الجماعات والأفراد.
ويطرح الكتاب دعوة إلى أعمال الفكر النقدي لتصويب أفكار يفترض أن تكون قادرة على خلق حالات من الائتلاف الذي يوظف الخلافات للمساعدة على بناء يفتح الطريق إلى الإبداع في كل مجال من المجالات في حياة تقتضي التشاركية وترفض الاستبعاد.
ويلفت ملحم إلى أن الانفتاح ونبذ التعصب يقتضي خروجا من الدوائر المغلقة التي فرضها التخلف وليس ذلك بالأمر البسيط لأن المجتمعات المتخلفة ما زالت تحكم على نفسها بالعطالة الإبداعية المجافية لكل تقدم وخاصة على المستوى الثقافي.
وفي الكتاب تتخذ الثقافة في هذه المجتمعات لنفسها شرنقة تقبع داخلها تحت شعارات تقديس الماضي وإقامة نظم من التحريم تقف حائلا دون التثاقف مع الآخر متسترة على عجزها وشعور أصحابها بالخوف فيتعطل لديها الحس النقدي وتستند إلى مقدمات راكدة خالية من الصدق.
ويقول ملحم: إن الامعان في التشبث بالماضي ظاهرة لم يكد الفكر العربي يخرج من تأثيره منها حتى عاد اقوى من قبل إذ شكل هذا الارتداد صورا تغيرت ألوانها لكن استمرت دون أن تغير من محتواها شيئا ما حكم على الثقافة ألا تنتج إلا أنماطا من السلوك والأفكار لتصبح رهن عطالة إبداعية تجلت في غياب الإبداعات الضرورية لنهوض ومواكبة العصر.
ويشير ملحم إلى أنه على الرغم من تقدم العالم المعاصر في مجالات الحياة المختلفة فإنه يتعرض كل يوم إلى أزمات متوالية تتنوع بحسب نتائج التقدم التي لا يسبقها التحسب لردود الأفعال كما ورد في التاريخ ومنها ما يتمثل بالهوة المفزعة بين الأجيال والتي تعود في أسبابها إلى التغير الواسع في مستويات المعارف والأخلاق والبنى الاجتماعية.
وفي البحث هناك من لا يرى في الماضي ما يطمئن لانطلاقة مستقبلية تحتاج الى ثقافة مختلفة تفرضها المرحلة الراهنة بما هي نتيجة التغيير الذي يتطلبه التطور التكنولوجي وقد انقلبت من خلاله مفاهيم أخرى وتطورات غير معهودة وسط هذا الذي يحدث على مستوى الفكر والأخلاق يكون النظر إلى العلاقة بين التاريخ وبين الناس.
ويذهب ملحم إلى أن الثقافة هي ما تنتجه الجماعات من خلال ما يتأسس لديها من خبرات وتجارب وما يرتبط بالثقافة بسبب التغيير والتحول في السياسة والاقتصاد والمعارف هو علاقة جدلية بين ثابت أو متغير لندرك أن التاريخ يزودنا بفهم المتغيرات ويمنحنا شعورا بالانتماء من خلاله نتمكن أن نخلق التطوير والتحديث.
محمد الخضر



  عدد المشاهدات: 767

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: