الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   ثقافة و فن   

الأحمد: تدمير إرهابيي “داعش” واجهة المسرح الروماني والتترابيلون في تدمر جريمة حرب ومطلب صهيونى بامتياز-فيديو
January 22, 2017 13:40

الأحمد: تدمير إرهابيي “داعش” واجهة المسرح الروماني والتترابيلون في تدمر جريمة حرب ومطلب صهيونى بامتياز-فيديو

كل الأخبار / سانا

أكد وزير الثقافة محمد الأحمد أن تدمير إرهابيي “داعش” واجهة المسرح الروماني والتترابيلون في تدمر جريمة حرب ومطلب صهيوني بامتياز.

وقال الأحمد خلال مؤتمر صحفي في المتحف الوطنى بدمشق اليوم: “ما جرى في تدمر يوم الجمعة الفائت هو مطلب صهيونى بامتياز ومحاولة صهيونية مدعومة من الغرب ومشايخ النفط لتدمير هويتنا وإرثنا وحضارتنا” مشيرا إلى أن تنظيم “داعش” الإهابي هاجم أيضا المتحف العراقي لمحو ذاكرة بأكملها وكذلك تعرض المتحف الوطني المصري للخطر في خطوات واضحة الهدف والمؤدى.

وأضاف الأحمد: “إن الأوابد في تدمر تراث لا تملكه سورية وحدها بل يشاركها العالم بامتلاكه ومن هنا يأتي دور العالم بتحمل مسؤولياته تجاه ما جرى من وحشية فظيعة لم يشهدها التاريخ”.

ودعا وزير الثقافة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه هذا الموقع الأثري الفريد الذي يعد من أهم مواقع التراث العالمي وإلى التحرك بقوة وبجبهة موحدة للوقوف مع سورية في معركتها للدفاع عن حضارة تدمر من الدمار على ايدى الارهابيين معتبرا “أن أي تقاعس أو تخاذل في هذا الوقت العصيب يهدد مدينة تدمر وسيكون تهربا واضحا وأكيدا من الواجبات الإنسانية والأخلاقية باتجاه حماية التراث العالمي وصونه”.

وبين الأحمد أن استمرار وجود إرهابيي “داعش” في مدينة تدمر سيعرضها للمزيد من المخاطر ويدخلها في “كابوس مخيف” من تدمير الاوابد الاثرية المتبقية لان هذا التنظيم أقدم في السابق على تدمير مجموعة من الأوابد بينها معبدا بيل وبعل شمين وقوس النصر وعدد من المدافن البرجية وايضا قتل عالم الآثار المعروف خالد الأسعد بطريقة وحشية.

وأكد الأحمد أن ممولى تنظيم “داعش” الإرهابي من مشايخ النفط ودول الغرب يعلمون أن هؤلاء الارهابيين سيخرجون مذلولين من تدمر قريبا لذا يسعون بما بقى لهم من وقت للقيام بعمليات تخريبية مفجعة بحق الانسانية كمحاولة للرد على انتصارات الجيش العربى السورى على الإرهاب.

وقال الأحمد: “لم يرق لدول كثيرة في الغرب ولا لدول في الشرق ان يكون لسورية نهج مستقل وقيم وحضارة تدافع عنها لهذا قام هذا الحلف بينها فأرسلت كل حثالة الارض من أجل تحطيم إرادة الشعب السوري وجره إلى اتون التبعية والارتهان لارادة مستعمرى القرن الحادى والعشرين وكان هدفهم تدمير كل ما له علاقة بحضارة سورية وما يدل عليها وعلى عراقتها فتطاولوا على أوابدها وتحفها بل ودمروا ايضا المدارس والمساجد والكنائس”.

وأضاف الأحمد: “كنا دائما نحن السوريين على يقين بان بلادنا ستتعافى وتخرج من هذه الحرب الطويلة الظالمة ولدينا جميعا عمل ضخم نوضح من خلاله ان سورية التى ظلت دائما مهدا للحضارات لا يمكن أن يحولها أحد إلى ساحة لتسويق افكار اجرامية متخلفة” مبينا أن المؤسسات الثقافية في سورية وعلى رأسها المديرية العامة للاثار والمتاحف لديها عمل مهم لترسيخ وتأصيل الفكر الانسانى المتنور والمتحرر نحو عالم أرحب وأكثر إشراقا بالتوازى مع الانتصارات الباهرة التي يحققها الجيش العربي السوري الباسل والقوات الحليفة والرديفة في الحرب على الإرهاب.

وأوضح الأحمد أن المديرية العام للاثار والمتاحف في وزارة الثقافة لم تتوقف خلال الحرب الإرهابية على سورية عن تطوير أداوتها وانشطتها بل ضاعفت مشاريعها الثقافية كما ونوعا.

وردا على سؤال لـ سانا أوضح الأحمد أن المديرية العامة للآثار والمتاحف استطاعت في ظل الظروف الاستثنائية التى مرت بها سورية انقاذ الاغلبية المطلقة من المقتنيات المتحفية من السرقة حيث تم نقل أكثر من 90 بالمئة من هذه المقتنيات إلى أماكن امنة بالتعاون مع المجتمع المحلي مبينا أن “نسبة السرقة بما في ذلك المسروقات في متحف الرقة لم تتجاوز 1 بالمئة”.

وأشار الأحمد إلى أن المديرية قامت بتوثيق وتغليف وتصوير جميع القطع التي تم نقلها إلى دمشق والمناطق الامنة وخاصة مقتنيات متحف دير الزور وحلب وتدمر وحماة وحمص ودرعا والقنيطرة والسويداء اضافة إلى متاحف اللاذقية وطرطوس.

وذكر الأحمد أن المديرية واظبت منذ عام 2012 على فتح علاقات استثنائية مع المنظمات الثقافية العالمية مثل “اليونيسكو” و”الاكموس” و”أكروم” و”الانتربول” و”الجمارك الدولية” والجامعات والمعاهد العالمية والمتاحف للحصول على الدعم الدولى لمؤازرتها كما استطاعت ايصال رسالة التراث الثقافي السوري إلى المجتمع الدولي عبر المئات من أكبر المجلات والصحف والتلفزيونات العالمية.

وحول رفع دعاوى على جهات ومنظمات وشركات ضالعة في سرقة وتدمير الآثار السورية قال الأحمد: “نحن بصدد مقاضاة هذه الأمور ولكن اليوم نحن معنيون أكثر بعملية الإنقاذ وهذه المسالة تأتى ولها وقتها وهي ليست بمنأى عن تفكير المديرية”.

وأوضح الأحمد أن المديرية العامة للآثار والمتاحف نقلت منذ أيار عام 2015 نحو 400 تمثال ورأس تمثال وغيرها من القطع الأثرية من مدينة تدمر وبعد طرد إرهابيي “داعش” منها في السابق نقلت الأغلبية المطلقة من موجودات المتحف بما ذلك القطع المتضررة ووثقت جميع الأضرار في مبنى المتحف والقلعة ومعبد بيل وقوس النصر والمدافن البرجية توثيقا ثلاثي الأبعاد وتم إعداد قاعدة بيانات موثقة من آلاف الصور والبيانات التحليلية التي تساعد على وضع رؤية واضحة علمية منسجمة مع الاتفاقات الدولية الموقعة مع اليونيسكو اضافة إلى مجموعة لقاءات علمية مهمة لتأهيل المباني المتضررة.

وقال الأحمد: “إن أجزاء كبيرة وكثيرة من الحجارة بقيت سليمة رغم التفجيرات الحاصلة وتشير الدراسات إلى إمكانية ترميم المباني المتضررة مثل قوس النصر ومعبد بعل شمين والقلعة أما معبد بيل فإن نسبة ترميمه على ما يبدو ستكون اضعف” لافتا إلى أن اليونيسكو قادرة على حشد الدعم لتنفيذ مشاريع الترميم اضافة إلى مؤسسة الآغا خان التي تقدمت بعرض رسمي لترميم مبنى متحف تدمر القديم وتوسعته وبناء متحف جديد مقابل المتحف الحالي.

وعن عمليات التخريب التي تعرضت لها المناطق الأثرية في حلب بين الأحمد أن الدراسات الأولية أظهرت أن نحو 40 بالمئة من مدينة حلب القديمة بوضع جيد و30 بالمئة متضرر بمستويات مختلفة لكنه قابل للترميم والتأهيل أما الجزء المتبقي فهو بحالة كارثية لافتا إلى أن مؤسسة الآغا خان تقدمت بمشروع تأهيل وترميم قلعة حلب وأسوار حلب مرورا بالجامع الأموي والأسواق وكامل الطريق المستقيم الممتد حتى باب انطاكية لإنقاذ الجزء المهم من مدينة حلب القديمة.

وأكد الأحمد أن المديرية العامة للآثار والمتاحف بما تملك من موارد بشرية متخصصة وتجربة وخبرة ميدانية طويلة في ترميم وتأهيل المواقع الأثرية ستكون عاملا مهما جدا لتنفيذ مثل هذه المشاريع.

وبخصوص مؤتمر الآثار العالمي الذي أقامته وزارة الثقافة قبل فترة في دمشق رأى الأحمد أن المؤتمر كان مهما لجهة أنه أول مؤتمر دولي حول التراث السوري وما تعرض له من تعديات وتخريب خلال السنوات الخمس الماضية ودوره في تحفيز المجتمع المحلي ورفع الوعي بأهمية التراث السوري منوها بالجهود التي بذلت خلاله لتقييم الأضرار التي حصلت والرؤى والمقترحات لإعادة ترميم هذا التراث من خلال استخدام التقنيات الحديثة.

ولفت الأحمد إلى أن إقامة معرض “سورية للدفاع عن ماضيها” في المركز الوطني للفنون البصرية والذي عرض فيه عدد من القطع التي كانت معدة للتهريب خارج سورية وتمت مصادرتها من قبل الجهات المختصة جاء نتيجة تضافر الجهود مع المؤسسات الأخرى.

بدوره أكد مدير عام الآثار والمتاحف الدكتور مأمون عبد الكريم أن ما يطرح من مشاريع وصاية دولية على الآثار السورية مرفوض جملة وتفصيلا متسائلا كيف يمكن للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والذي تشارك بلاده بالحرب ضد سورية أن تمارس حكومته مثل هذه الوصاية وتحمي التراث الثقافي السوري.

وأشار عبد الكريم إلى أن الحكومة الفرنسية من أكثر الحكومات التي تمارس الضغوط وتعمل على الحد من نشاط المديرية العامة للآثار والمتاحف على الساحة الأوروبية موضحا أن قوانين الآثار السورية تمنع ذلك كما أنه من الناحية التقنية صعب جدا أن يتم نقل مئات الآلاف من القطع الأثرية إلى خارج سورية.

ورأى عبد الكريم أن التنسيق بين سورية والعراق ضرورة بوجه المحنة التي يتعرض لها التراث الثقافي في البلدين بوجه تنظيم “داعش” الإرهابي.

وأكد عبد الكريم أن تحرير تدمر من الارهاب معركة ثقافية تخص العالم أجمع وإن لم يكن هناك تحرك جيد في المرحلة القادمة وبسرعة فستكون هناك كوارث أخرى متسائلا أين كانت الأقمار الصناعية عندما تحركت قوافل “داعش” الارهابية مرتين إلى مدينة تدمر وهل كان الحصار المفروض على سورية طريقة مثالية لإنقاذ تدمر.

 

 

 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: